مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بامرأة مجذومة وهي تطوف بالبيت، فقال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس، لو جلست في بيتك، فجلست.
فمرّ بها رجل بعد ذلك، فقال: إن الذي كان نهاك قد مات فاخرجي. قالت ما كنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا.
نصيحة العباس لابنه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي أبي: أي بني، إني أرى أمير المؤمنين يدعوك ويقربك ويستشيرك مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحفظ عني ثلاث خصال: اتق الله لا يجربن عليك كذبة، ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.
قال عامر: فقلت لابن عباس رضي الله عنهما: كل واحدة خير من ألف. قال: كل واحدة خير من عشرة آلاف.
وعن الشعبي أن العباس قال لابنه عبد الله - رضي الله عنهما -: إني أرى هذا الرجل قد أكرمك - يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وأدنى مجلسك، وألحقك بقوم لست مثلهم، فاحفظ عني ثلاثا: لا يجربن عليك كذبا، ولا تفش عليه سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.
اقرأ أيضا:
وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟عمر وأبيّ بن كعب وجها لوجه:
وكان عمر يقول : لا خير في أمير لا يقال عنده الحق، فقد روى الحسن أن عمر بن الخطاب رد عن أبي بن كعب - رضي الله عنهما - قراءة آية، فقال أبي: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت يلهيك - يا عمر - الصفق بالبقيع.
فقال عمر رضي الله عنه: صدقت إنما أردت أن أجربكم هل منكم من يقول الحق؟ فلا خير في أمير لا يقال عنده الحق ولا يقوله.
وفي تفاصيل الواقعة أن أبي بن كعب قرأ: "من الذين استحق عليهم الاوليان"، فقال عمر رضي الله عنه: كذبت. قال: أنت أكذب.
فقال رجل: تكذّب أمير المؤمنين؟ قال: أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك، ولكن كذبه في تصديق كتاب الله، ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب الله. فقال عمر: صدق.
وعن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ فسكتوا.
فقال ذلك مرتين وثلاثا، فقال بشير بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح. فقال عمر: أنتم إذا، أنتم إذا.