مشكلتنا الحقيقية في كل خطوة، وفي كل قرار أننا نريد أن نغير كل شيء دون أن ندفع الفاتورة !.. وبدلا من أن نستغل قدراتنا في كيفية دفع هذه الفاتورة .. (نندب على حظنا وعلى ظروفنا وعلى قدراتنا وعلى الناس إللي في طريقنا وللأسف على أقدارنا )..
يقول الروائي البرازيلي: «إن البشر يريدون تغيير كل شئ، ويتمنون فى الوقت عينه، أن يبقى كل شئ على منواله »، وهو ما اتفق عليه أهل زمان، حين قالوا: «كل حاجة ببلاش اخدناها من عقل وقلب وأعين وسمع وكل هذه النعم التي ليس من الممكن أن يوازيها فضل الله فيها أي شيء لدينا مهما كان.. فإننا ننسى هذا الفضل تمامًا إلا عندما تتعثر صحاتنا».. وكأن أي شيء له ثمن، لكن لا نشعر بذلك إلا وقت الحاجة.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟عواقب الإهمال
هناك البعض ممن يتسمون بالإهمال، هؤلاء تكون الفاتورة التي يدفعونها كبيرة لاشك، وربما مضاعفة، لأنها تأتي بما يشتهيه أو يتصوره، فهذه الأم التي تترك ابنتها تلهو بجانب "الغسالة" وفجأة تصدم حين تجدها توفيت نتيجة صاعق كهربائي، وهذا الذي يشعل النار بجوار (أنبوبة بوتجاز) دون أن يشعر أنها (تخرج غاز)، فتكون النتيجة لهبًا لا مثيل له..
إذن علينا الاعتماد على أنفسنا في كل شيء، سنجد أننا نراعي صحتنا، وبالتالي كل أعضاءنا، لأن الاعتماد على النفس في العمل لا على الغير ينفي صفة (العالة) عند، وقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده وأن نبى الله داود كان يأكل من عمل يده».
جزاء الأمانة
في المقابل، هناك الأمانة، التي إن التزم بها المسلم لاشك نال ما تمنى، في الدنيا والآخرة، فعن أنس رضى الله عنه، أنه قال ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له».. وما ذلك إلا لأن الأمانة لا يمكن أن تصل بالشخص إلى دفع الفاتورة، وإنما الحفاظ على الشيء يجنبه ذلك تمامًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».. إذن من الممكن تجنب دفع الفاتورة فقط إذا تعلمنا الأمانة والإتقان.