عزيزي المسلم، هناك مشاعر إن لم تستطع السيطرة عليها من بدايتها وتحكمت فيها، سيكون من الصعب جدًا أن تسيطر عليها لاحقًا.
واعلم يقينًا أنه لا يوجد شيء اسمه (حبيته أو حبيتها غصب عني ).. ربما يكون هناك انجذاب لا إرادي، أو ترتاح لأحدهم فجأة، أو حتى تُعجب .. هذه أحاسيس ربما لا يكون لك دخل فيها أحيانًا.. لكن تطورها بعد ذلك، أنت الذي تتحكم فيه جيدًا ..
في هذه المرحلة تكون مازلت على البر، وعقلك بحاجة في هذا التوقيت إلى أن يكون واعيًا جدًا لك ما يحدث من حوله.. حتى تستطيع جيدًا الآتي: تقييم الظروف - تقييم الشخص وتقييم مشاعره - تقييم نفسك .. وأن ترى كل شيء بواقعيته دون أي خيال أو أحلام ..
الوعي والإدراك
هنا لابد أن تضع في حسبانك أمر في غاية الأهمية، وهو أنه ليس شرطًا نهائيًا أن الذي أمامك يكون مكتسب نفس الوعي والإدراك الذي لديك.. بمعنى أنه من الممكن أن ينجرف في مشاعره لمجرد انجذاب أو إعجاب، وهذا بالتأكيد له له تأثيره عليك ، ولن تستطيع إلغاء هذا التأثير .. لكن لابد أن يكون الوعي والإدراك هما من يقودك إلى بر الأمان وحسن اختيار الطريق المناسب.
أمر آخر لا يقل أهمية، وهو إياك أن تطور مشاعرك لمجرد استنتاجات أو تحليلات .. بمعنى أنه إن فعل من أمامك موقف ما، إياك أن تفسره بالطريقة التي تناسب هواك.. حتى تطمئن نفسك بأن مشاعره مثل مشاعرك! .. وتظل طوال الوقت تنتظر رهن كلمة أو موقف منه !
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟لا تهن ذاتك
أنت في هذه الحالة تكون وصلت لمرحلة أنك تهين نفسك.. لأنه لابد أن تكون المشاعر واضحة ومستمرة على نمط واحد .. حتى لا تضعك في حيرة لا تنتهي.
لكن أن تنجرف في مشاعرك دون حسابات لأي شيء مهما كان، وتترك نفسك تحت رحمة طرف آخر ، الله أعلم كيف تكون مشاعره الحقيقية تجاهك .. ويكون كل ما يشغلك هو فقط كيف يطمئنك بأي شيء ولو كلمة واحدة.. وتنسى بالأساس حقك في أن تقيمُه وتقيم الظروف وتقيم نفسك أيضًا.. ثم يتحول الأمر لتعود وتعلق والممنوع المرغوب .. ال تستطيع العودة كما لا تستطيع أن تكمل وتستمر في العلاقة.. وهذا ما يسميه البعض (عذاب ) لكنه ليس حبًا !
من البداية ركز وسيطر وحافظ على نفسك .. حتى لا تغرق.. ودائمًا ما تسأل الله عز وجل أن يختار لك الأنسب والأفضل.