هناك بعض البشر مجرد وجودهم في حياتك ولو مجرد وجود عابر.. لكن يطمئنك .. وهناك أناس مجرد أن تراهم حتى دون أن تعرفهم جيدًا، تفرح وتسعد .. وكأنك تعرفهم منذ سنوات مضت .. وكأنهم أقرب لك من أناس آخرين هم بالأساس أقربائك وأهلك.
هنا إياك أن تستعجب أحاسيسك هذه .. لأن روحك تعرف بعض البشر الذين لم تلتق بهم يومًا ما في الحقيقة، لكن التقت أرواحكم بالتأكيد.. فالروح تشتاق .. و تحن لمن يشبهها .. ولو صادفت وقابلتهم تسعد وتفرح.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف».
التقاء التركيبة
هل وسط هذه الفرحة والسعادة للقاء الأرواح، شرط أن يكون نفس الانجذاب واقعًا بين باقي تركيبتك وباقي تركيبتهم ؟!.. بالتأكيد لا.. لأنك لست مجرد روح وفقط، وإنما أيضًا أنت روح ونفس وعقل وجسد .. كثيرون يتصورون أنه بمجرد وقوع الانجذاب بين الأرواح أن هذا حُب ..
الحب .. معنى كبير وحتى تسمي مشاعرك هذه حب، فهذا لابد أن يكون خلاصة انجذاب لـ٤ أشياء مع بعض من الطرفين :
روح : أمر ما يجذبك لهذا الشخص ولا تعرف سببها ( شرط ألا يكون مجرد انبهار )
عقل : اقتناع بأفكاره و نضجه وأسلوب تفكيره ..
نفس : اقتناع بمبادئه ، بقيمه ، بسلوكياته في تطبيق مبادئه ..
جسد : انجذاب للملامح والشكل .. القبول العام
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟المودة والرحمة
هنا لابد أن يكون الأربعة متواجدين ومتبادلين .. ولو بنسب بسيطة مُرضية للطرفين .. وهذه أولويات اختيار شريك للحياة .. الذي ينتج عنها السكن والمودة والرحمة.
وكلما زادت هذه النسب تبدأ مراحل أخرى جديدة من المشاعر، وكل مرحلة ولها أحاسيسها الخاصة ..
من مرحلة شريك للحياة إلى مرحلة الحبيب و رفيق الحياة .. وهذه المراحل حتى تقع لابد أن تحدث منحة إلهية .. لكن هذه المنحة لا تأتي لكل الناس.. لأنها تحتاج إلى سعي وليس مجرد أي سعي !
درجات ليس من السهل الوصول إليها .. ليست فقط مجرد مشاعر لطيفة .. (مشاعر الحب هذه بالفلسفة ليست للعوام .. وإنما للخواص الذين لا يكتفون بالمشاعر العابرة .. أو تبهرهم حلاوة البدايات .. الموضوع هنا قصه مختلفة تمامًا، من ضحى وليده الاستعداد لأن يضحي بكل غالي حتى يخوض هذه الرحلة )
هذا النوع من الحب .. رحلة طويلة .. رحلة بحاجة إلى قدرات خاصة جداً .. حتى تستطيع أن تتحمل معاناة الطريق .. تحتاج لغة خاصة جداً حتى تستطيع أن تترجم و تفسر ألغاز لا يمكن فهمها دون هذه اللغة الخاصة.. لكن ما هو شكل هذه الرحلة ؟ و كيف نسعى لها ؟ ومتى تأتي؟.. مؤكد الأمر بيد الله وحده.