عزيزي المسلم، بات من المهم جدًا أن تعلم علم اليقين أنك حينما تتعامل مع الناس فإن ردود أفعالهم لاشك ستكون مختلفة عن ردود أفعالك في نفس الموقف.. فإياك حينها أن تتحكم في أن تكون أفعالهم متفقة مع أفعالك، وإياك أيضًا أن تستنتج ما وراء هذه الأفعال.. لأن لكل إنسان بالتأكيد فعله وأسلوبه الخاص الذي يتميز به.
مثلا.. حينما تكون في حالة من القلق والضيق انتظارًا لأمر ما، -وليكن مثلا نتيجة الامتحانات-، إياك أن ترى عدم توتر من حولك في نفس درجة توترك، عدم اهتمام أو برود نفسي.. فقط الأمر أنك ما تنتظره يهمك أولا، وبالتالي لابد أن تزيد درجة اهتمامك عن الآخرين.
اختلاف الناس
لو تم القياس على كل الأمور، بهذه الطريقة، سنجد أنه بالفعل، كل إنسان تختلف درجة اهتماماته من شخص لآخر، بل أن التعبير عن هذا الاهتمام يختلف من شخص لآخر.. ربما هذا الشخص يبادلك شعورًا طيبًا، لكن أن يصل لنفس درجتك في الاهتمام فهذا أمر آخر ومختلف.. فربما هو يستطيع أن يتحكم في مشاعره أكثر منك، فلا يظهر عليه أي توتر، لكن من داخله يهتم وينتظر مثلك تمامًا.
إذن كيف نفرق بين إنسان تعبيره مختلف وآخر بالأساس الأمر لا يعنيه تمامًا ؟.. هذه الأمور تشعر بها تمامًا، تظهر على الوجه فورًا، لذا إياك أن تتأثر بردة فعل أحدهم إن رأيت عدم اهتمامه، والتمس لأخيك سبعين عذرًا كما قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.. فلعله يمر بأزمات ما، وأنت لا تدري، فليس كل الناس يظهرون ما بهم من ألم ووجع.
اقرأ أيضا:
زوجتي طفلة كلما غضبت خاصمتني وذهبت لبيت أهلها.. ماذا أفعل؟للوصول إلى صدق التعبير
يتمسك بعض الناس، بضرورة التوصل إلى صدق التعبير، أي أن يظهر الناس به ما يكنون بصدق، دون تمثيل أو محاولات للتشويه.. وهنا لابد أن تتحلى بالصبر والهدوء، وأن تمنح من أمامك فرصة للتعبير بصدق دون ضغط ولا محاسبة أو مراقبة .. كما تمنح نفسك فرصة لكي تفهم فعلاً لغته في التعبير وحقيقة مشاعره .. فتعرف .. فتفهم وتقرر.
لكن هناك علاقات كثيرة تفسد وتنتهي بسبب فكرة أن أحدهم يجيب بدل الآخر .. كل شخص يريد أن يطمئن فتراه يقف أمام كل تفصيلة، ولو لم يرد عليها الطرف الآخر سريعًا، وبالشكل الذي يرضيه، وإلا تقع المشاكل.. هنا توقف قليلا، وكن واعيًا أنه من البديهي أن يفكر الناس غيرك، وأن تختلف مشاعرهم عنك، وأن اهتمامات كل شخص لابد أن تكون أيضًا مختلفة، وحين ترى ذلك أمام عينك، لا تحزن أو تغضب، بل افهم أن هذه طبيعة البشر، الاختلاف.