كان العرب قوم أحب شيء إليهم هو الكرم، حيث كانوا يشعلون النار بالليل ليهتدي الضال في الطريق إليهم ليطعموه ويضيفونه حتى الصباح .
وكان لقيا الضيف أكثر من تقديم الطعام لذلك يقول الشاعر:
أضاحك ضيفي قبل إنزاله.. ويخصب عندي والمحل جديب
وليس إكرام الضيف بكثرة القرى.. ولكنما وجه الكريم الخصيب
ولما جاء الإسلام حث على هذه القيمة، وصار الصحابة من أعظم الناس بذلا وكرما.
اقرأ أيضا:
وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟إطعام الطعام
يقول علي رضي الله عنه : لأن أجمع ناسا من أصحابي على صاع من طعام أحب إليّ من أن أخرج إلى السوق فأشتري نسمة فأعتقها.
ونزل بجابر رضي الله عنه ضيف فجاءهم بخبز وخل، فقال: كلوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نعم الإدام الخل.. هلاك بالقوم أن يحتقروا ما قدم إليهم، وهلاك بالرجل أن يحتقر ما في بيته يقدمه إلى أصحابه.. وكفى بالمرء شرا أن يحتقر ما قرب إليه".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل عليه قوم يعودونه في مرض له، فقال: يا جارية هلمي لأصحابنا ولو كسرا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مكارم الأخلاق من أعمال الجنة".
وروى شقيق بن سلمة رضي الله عنه قال: دخلت أنا وصاحب لي إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه. فقال سلمان: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم، ثم جاء بخبز وملح. فقال صاحبي: لو كان في ملحنا كذا ، فبعث سلمان بمطهرته فرهنها ثم جاء بما طلبوا.
فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان: لو قنعت با رزقك لم تكن مطهرتي مرهونة.
وكان صهيب الرومي رضي الله عنه يطعم الطعام الكثير، فقال له عمر رضي الله عنه: يا صهيب إنك تطعم الطعام الكثير، وذلك سرف في المال.
فقال صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " خياركم من أطعم الطعام، ورد السلام"، فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام.