تسعى وكالة "ناسا" إلى استكشاف كوكب الزهرة لكشف الاختلافات بين الكوكب المتقلب والأرض.
ويهدف العلماء من خلال مشروع الجديد (VERITAS) إلى سبر أغوار الكوكب الذي يبدو مثل الأرض، في محاولة للمساعدة على فهم الكواكب التي تدور حول النجوم البعيدة التي يمكن أن تكون موطنًا لحياة محتملة.
في حين أن الأرض هي موطن لجميع الكائنات الحية المعروفة حاليًا في المجرة (فينوس)، فإن كوكب الزهرة هو تقريبًا نفس حجم الأرض، ومثل كوكبنا الأصلي، يقع في منطقة معتدلة من الشمس.
اقرأ أيضا:
ما هو الفرق بين البيت العتيق والبيت المعمور؟ ومكان كل منهما؟لكن كوكب الزهرة هو الكوكب الأكثر سخونة في النظام الشمسي، فعلى الرغم من أنه قد لا يكون هو الأقرب إلى الشمس، لكن غلافه الجوي شديد الكثافة يحجز الحرارة مع تأثير الاحتباس الحراري.
يمكن أن تصل درجات الحرارة على سطح الزهرة إلى ما يقرب من 900 درجة فهرنهايت - أعلى من نقطة انصهار الرصاص. ولم يتحمل أي مسبار من صنع الإنسان حتى الآن أكثر من بضع ساعات من هذه الظروف.
لا يوجد ماء تقريبًا على الزهرة، والغيوم السميكة تمطر حمض الكبريتيك، إضافة إلى أن الضغط الجوي على السطح - أكثر من 90 مرة من سطح الأرض.
وستكون أول مهمة لمشروع ناسا الجديد (VERITAS) دراسة سطح كوكب الزهرة منذ عام 1994، إذ أنه منذ ذلك التاريخ لم ينجح سوى عدد قليل جدًا من المجسات في الهبوط على سطح الكوكب.
وفي ديسمبر 1978، حقق مسبار روسي بدون طيار، فينيرا 12، الرقم القياسي لتحمل أي جسم من صنع الإنسان على سطح الزهرة. قبل أن يتوقف الإرسال بعد 110 دقيقة.
وستستخدم ناسا في مهمة استكشاف الزهرة المقررة في عام 2026، أجهزة استشعار متعددة لمحاولة حل لغز الاختلافات الدرامية للكواكب التوأم.
وباستخدام الرادار ومقاييس الطيف بالأشعة تحت الحمراء ومقاييس الجاذبية، ستعمل على إنشاء الخريطة الأكثر تفصيلاً للكوكب الغامض المغطى بالسحابة حتى الآن.
وقالت سوزان سمريكار، باحثة (VERITAS) الرئيسية في مختبر الدفع النفاث: "لديك هذين الجسمين الكوكبيين، الأرض والزهرة، اللذين بدآ نفس الشيء تقريبًا، ولكنهما سلكا مسارين تطوريين مختلفين تمامًا، لكننا لا نعرف السبب".
وأضافت: "لكشف أسرار كوكب الزهرة علينا أن ننظر تحت غطاء الزهرة إلى الداخل؛ إنه المحرك للتطور الجيولوجي والجوي العالمي".
وتابعت: "هل كوكب الزهرة والأرض فريدان بشكل أساسي؟ أم أن الفروق بين هذه "التوائم" هي مستحضرات التجميل فقط؟ إن الإجابة على هذا السؤال هي المفتاح لفهم ما الذي يجعل الكواكب الصخرية الأخرى صالحة للسكن، وفي النهاية، تظهر الحياة".