الحفاظ علي الأسرار الزوجية من الأمور المحورية في الحفاظ علي كيان الأسرة واستقرارها بل كفيل بعبود سفينة الأسرة إلي بر الآمان والحفاظ علي خصوصية البيت وضمان عدم العبث بأسراره وتحولها إلي لقمة سائغة علي ألسنة الناس.
لا شك أن لكل بيت خصوصياته المتمثلة في الأسرار الزوجية وما تتعرض له بعض الأسر لمشاكل حياتية تتطلب كتمانها وحلها في نطاق الأسرة بين الزوج وزوجته دون أن يطلع عليها أحد سواء بأي شكل من الأشكال باعتبار ان كتمان هذه المشكلات كفيل بحلها ويقطع الطريق علي أي مساع لتضخيم هذه المشكلات .
من ثم فإن الزوج الصالح أو الزوجة الصالحة هما من يحرصان على أن تظل أسرار أسرته مصونة ولا تتعدى باب البيت، لذا نبه الإسلام بضرورة الاستئذان قبل دخول البيوت حتى لا تقع عين الإنسان الذي يأتي إما لقضاء مصلحة من أهل البيت أو جاء زائراً
وفي هذالا السياق جاء ت تعاليم الإسلام واضحة بالنسبة لأمثال هؤلاء الزوار، فطالبت بضرورة الاستئذان وإعلام أهل البيت بمقدمه أو بمجيئه بحيث يأخذ موافقة أهل البيت وإذا جاء حدد له الشرع آداب الاستئذان والدخول والجلوس مصداقا لقوله تعالي "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون"."سورة النور 27"فضلا عن عدم التطلع بأي شكل من أسرار البيت التي يجب أن تظل حبيسة لدي الزوج والزوجة.
مركز الأزهر للفتوي الإليكترونية دخل علي خط هذه المشكلة عبر منشور بثه علي الصفحة الرسمية للمجمع علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " موضحا أن الزوجة التي تتحدث عن الأمور الأُسَريّة، وتُفْشي أسرارِ بيتها أمام الآخرين، فتخبر أهلها وصديقاتها بما يحدث في المنزل، وقد تقوم بتصوير كل شيء حتىٰ الطّعام والشّراب، ثم تنشره علىٰ شبكات التواصل الاجتماعي، حتىٰ إنّ البعض ينشر تصرفات الأبناء، وكلّ صغيرة وكبيرة ترتكب أمرا مرفوضا شرعا ..
المركز اعتبر أن هذا السلوك من قبل الزوجة يعد من أعظم أسباب تفكُّك الأسرة وضياعها، مشيرا إلي أن هذا الكلام موجّه إلى الزّوج كذلك وكل فرد في الأسرة
المركز نبه في منشوره إلي أن الإسلامُ أعد حفظَ الأسرار من أهم القيم والأخلاقيات، التي تحافظ على الأسرة وتحقق استقرار هذا البناء العظيم، معتبر ا ما يخالفه من أكبر عوامل الهدم لهذا البناء؛ بما يسببه من خلافات تؤدي في نهايتها في كثير من الحالات إلىٰ الطلاق، وهدم الأسرة ، ومن ثم تفكك المجتمع.
اللهُ تبارك وتعالىٰ امتدح في كتابه العزيز هذا المسلك من قبل النساء واصفا اللائي يحفظن الأسراربالصلاح ، فقال سبحانه: "...فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ..." "النساء: 34.