بينما نحن نخطط للارتباط، يملأ أذهاننا البحث عمننحب أو من كنا نحلم به طوال الوقت.. على الرغم من أن هذه الأمور ليست شرطًا في إتمام الارتباط، بينما هناك شرط أساسي نغفل عنه جميعًا وهو أن نشعر بالأمان مع من نريد الارتباط به.. لأن هذا الشعور هو الذي سيحكم إتمام العلاقة واستمرارها من عدمه.
فلو أن كل شخص ظل ينتظر ما يسمى بـ«الحب الحقيقي» الذيرسمه في خياله ليتم ارتباطه.. إذن لن يرتبط أحدًا أبدًا.. لأنه ببساطة شيء نادر وليس من البساطة أن تجده.. بينما الأمان شيء ملموس نستطيع الوصول له طالما كان هناك توافق خصوصًا فكريًا ونفسيًا.
عزيزي الشاب.. عزيزتي الشابة، إن وجدت -وجدتِ – الأمانفيمن تريد الارتباط به، فلا تتردد لحظة واحدة، وحاول أن تستمتع بلحظات الأمان هذه معه .. لأن الحب الذي كنت تحلم به .. سر جاذبيته في أنه ممنوع وغير متاح !.. والممنوع دائماً مرغوب ..
لكن لو أصبح متاحًا سيفقد كثيرًا من جاذبيته .. ووارد جداً أن تتساوى أحاسيسك بإحساس الحب هذا.. و وارد أيضًا أن الإحساس يذهب ولا يتبقى منه سوى ذكرى لحلم جميل لا يمكن أن يصبح واقعًا !.. لذا اختار المولى عز وجل هذه الكلمات بهذه الدقة ليبين حقيقة هذا الأمر.
قال تعالى: «لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُممَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ».. قال: (سكن و مودة و رحمة .. ولم يقل حُب ).
اقرأ أيضا:
فواحش الإنترنت.. كيف تقلع عنها فورًا؟بالأساس فإن مصطلح ( حُب )، نسبه المولى عز وجل لهوحده في القرآن الكريم، وليس للبشر .. لأن هذا الشعور عظيم جدًا، وله قدسيته .. لكن نحن أي شعور لطيف نستشعره نعتبره (حب 9 مهما كان ).. ومع الوقت نجد أن هذا ليس ما نقصده، بينما نضع له في خيالنا أمورًا وصفات أكبر بكثير من الواقع.. وهذه للأسف هي الحقيقة لأن الحبمكانة عظيمة جدًا لا يستحقها سوى الله سبحانه وتعالى!
الخلاصة .. أي علاقة تشعر فيها بالأمان .. فهي نعمةكبيرة، لكن إياك أن تطمح فيما هو أكبر من مثل هذا الشعور في الدنيا.. لأنه أكبر شيء نقع فيه دون أن نشعر هو عندما تفسد حياتنا حينما يجعلنا ما نفقده لا نرى نعمة الموجود.