الصحابي الجليل أبو هريرة كان جالسا ذات مرة مع نفر غير قليل من الصحابة رضوان اللهم عليهم حيث طرحوا عليه تساؤلا عن إمكانية عدم قبول الله لصلاة عبده حيث بادرهم بالقول : قد تصلى 60 سنة ولا تقبل صلاتك هل تعرف ما السبب
الصحابة استغربوا بشدة قول ابو هريرة وطرحوا عليه التساؤل :: كيف ذلك؟فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.
وفي السياق ذاته قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجوده.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله سار علي نفس الدرب حيث قال يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان.
الأمر لم يتوقف عن الأقدمين فقط بل أمتد الي المحدثين كذلك حيث قال الإمام الغزالي رحمه الله : إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا
الإمام الغزالي عندما وجهوا له السؤال عن السبب سئل كيف ذلك ؟؟ فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا
الله سبحانه تعالي ربط بين الخشوع في الصلاة وقبولها حيث قال : " " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله " وهي الأية التي علق عليها سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات فعاتبنا الله تعالى فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا
فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول: ألم تسمع قول الله تعالى :ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ……فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لنا ويصر الكثير منهم علي لزوم الخشوع في الصلاة ليقبل الله طلبه ويحصل أعظم الأجر والثواب.