ندعو الله سبحانه وتعالى دائما أن يعفو عنا، خاصة في العشر الأواخر بالدعاء: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا".
التخلق بهذا الخلق يوجب العفو من الله، فالله سبحانه وتعالي يحب عباده ويحب من يتودد إليهم بالعفو والسماحة.
النبي صلى الله عليه وسلم شهد له الجميع بعظمته وتمام أخلاقه في حلمه وعفوه مع القدرة له صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الله سبحانه وتعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
وقال عز وجل: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
[آل عمران 159] .
اقرأ أيضا:
بشريات كثيرة لمن مات له طفل صغير.. تعرف عليهايقول قتادة رحمه الله تعالى في التفسير: طهّر الله تعالى رسوله من الفظاظة والغلظة، وجعله قريبا، رؤوفا بالمؤمنين رحيما.
وعن الشعبي قال: لما أنزل الله عز وجل: خذ العفو وأمر بالعرف الآية، قال: ما تأويل هذه الآية يا جبريل؟ قال: لا أدري حتى أسأل العالم، فصعد، ثم نزل، فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك.
ومن قدرته عليه السلام في العفو عند المقدرة أنه صلى الله عليه وسلم، نزل في واد كثير العضاة، وتفرق الناس يستظلون بالشجر.
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه، ونام الصحابة نومة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، وإذا عنده أعرابي.
فقال: «إن هذا اخترط عليّ سيفي، وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده فقال: من يمنعك مني؟» فقلت: الله ثلاثا، ولم يعاقبه وجلس.
يقول احد الصحابة: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة، فأتي برجل فقال: هذا أراد أن يقتلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن تراع، لو أردت ذلك لم يسلطك الله علي».
وعن أنس رضي الله تعالى عنه أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل التنعيم متسلحين يريدون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا عليهم، فأخذهم سلما فعفا عنهم، واستحياهم.
ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال: «ما تقولون؟ وما تظنون؟» قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم قالوا ذلك ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقول كما قال أخي يوسف لإخوته» - عليه السلام- لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فخرجوا، فكأنما نشروا من القبور، فأسلموا.
وفي فتح مكة أيضا أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوان بن أمية، وأبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، قال عمر رضي الله تعالى عنه فقلت: قد أمكنني الله عز وجل منهم اليوم، لأعرفنهم بما صنعوا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثلي ومثلكم كما قال يوسف عليه السلام لإخوته» : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين.
يقول عمر: فانفضحت حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية أن يكون يدري، وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.