خلق الله الجنة والنار وبين صفات من يدخلهما.. فالطائعون فى جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر..بيننا من تجرأ على الله بالكفر والشرك وبارزه بالمعاصي فمأواه جهنم يعذب فيها على قدر جرمه.
منزلة مجاهدة النفس:
ومما لا شك فيه أن الجنة محفوفة بالمكاره بينما النار محفوفة بالشهوات.. لذا تثقل الطاعة على النفس في بداية الأمر من هنا كانت مجاهدة النفس منزلة رفيعة ودرجة عالية.
فمن يستمر في مجاهدة نفسه ويصبر على الطاعة وهو يرجو الله واليوم الآخر فذلك هو الفائز حقا.. بخلاف غيرك ممن يسقط على اول عتبة اختبار ويعود لنفسه وهواه ..لكن المؤمن يصبر ويظل يجاهد نفسه وهواه وبهذا يرتقي بقدر مجاهدته لنفسه وبالاستمرار في مجاهدة نفسك وكفها عما يسخط الله تعالى وحملها على ما يقرب إليه.
نفحات مجاهدة النفس:
ومن نفحات المجاهدة التي هي دليل صدق أنك إن أقبلت عليه سبحانه مخلصا له فإنه سيعينك ويوفقك ويأخذ بناصيتك إلى الخير، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69} .
المجاهدة وحسن الظن بالله:
فالمؤمن الحق هو الذي يعبد الله وهو يعلم ويوقن أن الله ناصره ومؤيده وإن بدا له غير ذلك..من عليه أن يحسن بربه الظن ويجتهد في مرضاته ، ويلزم مرافقة الصالحين ويدم صحبتهم، فإن صحبة الصالحين معينة على الخير رادعة عن الشر.
كما أنه يعلم أن ثقل العبادة وألم المجاهدة سيزول عنك بإذن الله إذا بذلت وسعك وصبرت على الطاعة، فإن حلاوة الإيمان والأنس بالطاعة لا تحصل إلا بعد المجاهدة.. فيستعذب ما هو فيه ويصبر عليه حتى يمكنه الله من نفسه وهواه فيصير إلهه الله وليس هواه بهذا يرتقي ويعلو وبهذا تفتح له السبل مصداقا لقوله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.