الفاروق عمر رضي الله عنه هو الوزير الثاني للنبي صلى الله عليه وسلم، خلق لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وعزة الإسلام.
وكان النبي لى الله عليه وسلم يتفرس فيه، ويعلم أن لديه من مخايل الإدارة ما يصلح أن يكون إماما للمسلمين عامة، لذا كان يقول : " اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك".
ولم يعنف الفاروق عمر أحدا أو ضربه بدرته أو شدد له في القول، وكرهه أبدا، وإن دلّ ذلك دلّ على إخلاصه، ونصحه، وأنه إنما كان يفعل لك لأجل نصرة الحق، وليس لحظ النفس.
ومن كلامه ومواعظه الحسنة رضي الله عنه:
عن ثابت بن الحجاج، قال: قال عمر : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قيل أن توزنوا فإنه أهون عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، تزينوا للعرض الأكبر " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
وعن الأحنف، قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أحنف، من كثر ضحكه قلّت هيبته، ومن مزح استخفّ به، ومن أكثر شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.
وعن وديعة الأنصاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو يعظ رجلا: لا تكلم فيما لا يعنيك وأعرف عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تمش مع الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على سرك، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله عز وجل.
ظهار أخبار متعلقةوعن عبد الله بن عامر قال: رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض فقال: ليتني كنت هذه النبتة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكن شيئا، ليتني كنت نسيا منسيا.
وقد كان في وجه عمر خطان أسودان من البكاء، وقد خطب الناس وهو خليفة وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة ، وقال أنس: كان بين كتفي عمر ثلاث رقاع.
وقالت له ابنته حفصة – زوج النبي صلى الله عليه وسلم- : يا أمير المؤمنين لو اكتسيت ثوبا هو ألين من ثوبك وأكلت طعاما هو أطيب من طعامك فقد وسع الله من الرزق وأكثر من الخير.
فقال: إني سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى من شدة العيش وكذلك أبو بكر فما زال يذكرها حتى أبكاها فقال لها أما والله لأشاركنهما في مثل عيشهما الشديد لعلي أدرك عيشهما الرخي.