كانت
اللات والعزى من أكبر أصنام العرب التي يقدسونها، ويعبدونها من دون الله.
وكانت اللات بثقيف، وكانت معظّمة فيهم، حتى هدمها الصحابي المغيرة بن شعبة الثقفي بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد إسلام ثقيف.
وقد وقع للصحابي ضمام بن ثعلبة أمر غريب مع العزى، وذلك أنه وفد إلي صلى الله عليه وسلم في المدينة، وجدار حوارا طويلا ومفيدا .
وفي تفاصيل الوفادة كما حكاها الصحابة : بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في المسجد، إذ جاء رجل على جمل فأناخه في المسجد ثم عقله.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: بعث بنو سعد بن بكر، ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم عليه وأناخ بعيره على باب المسجد ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه.
وكان ضمام رجلا جلدا مهيبا فأقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيكم محمد، والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا له: هذا الأبيض المتكئ .
قال: فدنا منه وقال: إني سائلك - فمغلظ عليك- في المسألة، فلا تجد عليّ في نفسك، قال: «لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك».
فقال: يا محمد أتانا رسولك فقال لنا أنك تزعم أن الله تعالى أرسلك؟
ظهار أخبار متعلقة قال: صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله.
قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله .
ثم قال: أسألك بربك ورب من قبلك .. الله أمرك أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا وأن ندع هذه الأنداد التي كان آباؤنا يعبدون؟ قال: «اللهم نعم» .
وقال أيضا: «فأنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله أمرك أن تصلي هذه الصلوات الخمس؟ قال: «اللهم نعم» .
ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة فريضة الزكاة والصيام والحج وشرائع الإسلام كلها ينشده عن كل فريضة منها كما ينشده عن التي قبلها حتى إذا فرغ قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما تنهيني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص.. آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر» .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن صدق ليدخلن الجنة» .
فكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: «ما رأيت أحدا أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام بن ثعلبة».
فأتى بعيره فأطلق عقاله ثم خرج حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به: بئست اللات والعزى.
فقالوا: ما هذا يا ضمام اتق البرص، اتق الجذام، اتق الجنون. فقال: «ويلكم»، إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فأستنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به وما نهاكم عنه».
قال: «فو الله ما أمسى من ذلك اليوم في حاضره رجل أو امرأة إلا مسلما.. وبنوا المساجد وأذنوا بالصلوات.