كان العابد الشهير ذو النون المصري من السائحين، يلتقي الكثير من الزهاد وأصحاب المعرفة، فكشف الكثير من أسرارهم.
يقول العابد أحمد بن علي الأخميمي: كنا ذات يوم عند ذي النون، وقد ذكر كرامات الله عز وجل لأوليائه، فقال بعض من حضره: أنت رأيت منهم أحدا يا أبا الفيض؟
فقال ذو النون: كان عندي فتى من أهل خراسان أعجمي بقي عندي في المسجد سبعة أيام لا يطعم الطعام، وكنت أعرض عليه الطعام فيأبى.
وأضاف ذو النون: فبينما نحن جلوس ذات يوم دخل سائل يطلب شيئا، فقال له الخراساني: لو قصدت الله عز وجل دون خلقه أغناك.
فقال السائل: ما لي هذا المكان، فقال له الخراساني: أي شيء تريد؟ فقال: ما سد فاقتي وستر عورتي.
فقام الخراساني إلى المحراب وصلى ركعتين ثم أتاه بثوب جديد وطبق فيه فاكهة وأعطاه السائل.
قال ذو النون: فقلت له: يا عبد الله لك هذا الجاه عند الله عز وجل وأنت منذ سبعة أيام لم تطعم شيئا؟
فجثا الشاب الخراساني على ركبتيه وقال: يا أبا الفيض، كيف نبسط الألسن بالمسألة والقلوب ممتلئة بأنوار الرضا عنه؟.
قال ذو النون: فقلت له: فالراضون لا يسألون شيئا. فقال: منهم من يسأل من باب الإدلال، ومنهم من يملؤه غنى به، ومنهم من يستخرج المسألة منه عطفه على غيره.
ثم أقيمت الصلاة فصلى معنا العشاء الآخرة وأخذ ركوته وخرج من المسجد كأنه يريد الطهارة، فلم أره بعد ذلك رضي الله عنه وأرضاه.
ومن الكرامات الخفية أيضا: أتى رجل من إخوان فضيل من أهل خراسان فجلس إلى فضيل في المسجد الحرام فحدثه.
قال: فقام الخراساني يطوف، فسرقت منه دنانير، ستين أو سبعين.
قال: فخرج الخراساني يبكي، فقال له فضيل: مالك؟ قال: سرقت الدنانير، قال: عليها تبكي؟ قال: لا، قال الخراساني: مثلتني وإياه بين يدي الله عز وجل فأشرفت على إدحاض حجته فبكيت رحمة له.
اقرأ أيضا:
عريس الجنة.. صحابي فضل الشهادة على ليلة زفافه فتسابقت عليه حور العين اقرأ أيضا:
وصايا الحكام لولاتهم.. ممن حذر عمر بن الخطاب؟