المسلمون في كندا ..موازييك عرقي وفد إلي هذه البقعة متعددة الأعراق من الأمريكتين بعد انتهاء الحربالعالمية الثانية  حيث شكل المسلمون من منطقة الشام وخصوصا من فلسطين ولبنان النواة الأولي لهذه الجالية وبعدها وفدالاتراك والباكستانيون وبعدهم المصريون ومواطنو المغرب العربي منذ منتصف الخمسينات إلي الآن حتي بلغ عدد المسلمين في كندا مليوناو300الف نسمة يشكلون 4%من عددسكان البلاد البالغين 35مليون يشغلون هذه الدولةالقارةكما يطلقون عليها  الواقعة في شمال أمريكاالشمالية بجوار الولايات المتحدة والمكسيك .

المسلمون الكنديون تمكنوا خلال السنوات الماضية من تحقيق نجاحات لافتة ولعبوا دوراً مهما  في مختلف مجالات الحياة، ولديهم حضور فاعل في المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافيةوالرياضية، وفي قطاعات الصحة والمال والأعمال والخدمات في ظل الطابع النخبوي لهذه الجالية التي تضم أطباء ومهندسين وأكاديميون واساتذة جامعات في أغلب التخصصات ناهيك عن عدد من كبار التجار ورجال الأعمال .

حضور متميز لمسلمي كندا 

حضور الجالية المسلمةفي كندا تعزز خلال الفترة الأخيرة خصوصا علي  الساحة السياسية وهو ما ظهر بوضوح  في البرلمان الفيدرالي والحكومة الفيدرالية أو في الجمعيات التشريعية والحكومات في المقاطعات أو في المجالس البلدية ومن ضمنها رئاسةهذه المجالس في مدينة كالجاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا ورابعة كبريات مدن كندا،مثالٌ. فعمدتها الحالي، ولولاية ثالثة على التوالي، نهيد ننشي، هو أوّل عمدة مسلم لمدينة رئيسية في أميركا الشمالية 

اظهار أخبار متعلقة

وتتواجد في كندا المئات من  المساجد والمراكز الدينية والجمعيات الخيريةالإسلامية في العديد من  مختلف المقاطعات.وأقدم مساجد البلاد هو مسجد الرشيد في إدمونتون، عاصمة ألبرتا، الذي شُيّد عام1938 بفضل جهود لبنانيين وسوريين، مسلمين ومسيحيين وبعد مسجد الرشيد أسس مهاجرون مسلمون مسجد لندن في مقاطعة أونتاريو عام  4196ناهيك عن مسجد السنةالنبوية في مونتريال الذي يشهد اكتظاظا في شهر رمضان من كل بقاع البلاد .

وعلي مدار عقود وسنوات كان لشهر رمضان مذاق خاص في كندا حيث كان مسجد الرشيد ولندن ناهيك عن مساجدالعاصمة اوتاوا ومدينة مونتريال تشهد حرصا شديدا من أبناء الجالية نساء ورجالا وأطفالاعلي التجمع لتناول طعام الإفطار الجماعي وإقامة صلوات المغرب والعشاء والتراويح حيث كانت هذه المساجد تشهد حضورا لافتا من جميع بقاع الدولة القارة مقارنة بالأيام العادية. 

مسلمو كندا وشوق وتلهف لرمضان 

ورغم بعد المسافة بين كندا والعالم الإسلامي فإن  الجاليةالإسلامية كانت  تترقب بشوق ولهفة مجيء شهررمضان المبارك -شهر الخير- حيث تعم الفرحة جميع المسلمين هناك لدى سماعهم خبر ثبوتا لشهر الكريم، فيهنئ المسلمون بعضهم بعضًا بقدوم شهر رمضان، ويتبادلون مشاعرالأخوة والمحبة فيما بينهم، معبرين عن ذلك بقول بعضهم لبعض: "كل عام وأنتم بخير"

الإفطار الجماعي في المساجد كان يعد من المعالم البارزة  خلال هذا الشهر الكريم؛ حيث تجتمع الجاليات الإسلامية من جنسيات مختلفة على مائدةواحدة، يتناولون طعام الإفطار سوية، ثم يؤدون صلاة التراويح جماعة، والتي قديتخللها في بعض الأحيان درس ديني أو كلمة إيمانية يلقيها بعض الشباب الملتزم، أوبعض الدعاة الذين يزورون تلك البلاد خلال هذا الشهر الكريم.

ويؤدي  المسلمون صلاة التراويح هناك عشرين ركعة غالبًا،ويُختم القرآن في بعض المساجد، وفي البعض الآخر يُقرأ في صلاة التراويح بما تيسرمن القرآن. وربما كانت قلة المساجد وبعدها عن مساكن كثير من المسلمين مانعًا مهمًامن حضور الكثير لأداء صلاة التراويح في جماعة. 

اقرأ أيضا:

شهر رمضان كان طوال العقود الماضية مصدر للبهجة واللقاءات الحارة بين المسلمين والاجتماع للصلاة وحضورالامسيات الدينية والمجالس القرآنية الإ أنه رمضان  يحل هذه السنة وفي القلب غصّة أشار إليها رئيسالحكومة الكندية حوشتين ترادو والذي كثيرا ما شارك المسلمين فرحتهم برمضان بل وزار مساجدهم وتناول طعام الافطار معه مرتديا جلبابا إسلاميا 

فيروس كورونا  والتباعد الاجتماعي 

. فصلوات الجماعةوالأمسيات الرمضانية والمآدب التي تلمّ شمل العائلات والأصدقاء كلّها ممنوعة، فيكندا كما في معظم دول العالم، أسوةً بكافة التجمعات، في ظلّ إجراءات التباعدالجسدي الهادفة للحدّ من انتشار وباء "كوفيد - 19" الذي تفشي في العالموتحول لجائحة قاتلة بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.

هذه الأجواء الغربية لمتمنع افراد الجالية المسلمة من تبني زمام المبادرة حيث قامت شابة من أصل لبنانيتدعي مرو ة خنافر باطلاق مبادرة تحدي لكورونا حيث تعهدت خلال فيديو مصور مدته دقيقيتن تقريبا بصحبة مجموعة من أصدقائها قائلة :  إنّنا سنصوم هذا العام  وسنصلي التراويح بطريقة مختلفة بسبب كورونا.ويجب علينا القيام بكلّ شيء من البيت

الشابة البالغة منالعمر 25 عامًا قالت خلا ل الفيديو :"نطبّق العزل والتباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا منذ ما يقرب من شهر. ومع اقتراب شهر رمضان أصبحنا نخشى أن يكون هناك تراخيا في تطبيق تعليمات سلطات الصحة العامة. خاصة وأنّنا ننتظر هذا الشهرللاستغفار والتقرّب من الله بالذهاب إلى المساجد والالتقاء بالأقارب الإ اننا سنصوم ونصلي ونتواصل ونحن في المنزل في احترام لتعليمات السلطات بالتباعد الاجتماعي 

مسلممو كندا وتحدي الفيروس القاتل