اشتهر الخليفة العباسي
هارون الرشيد بالذكاء والفطنة، مع سماحة الوجه، كما أنه كان شديد الحياء، سريع البكاء والخشية، كما كان معظم من يزوره ويصحبه على هذه الشاكلة.
حكى عنه أحد مرافقيه قال: " كنت آكل مع الرشيد يوما فرفع رأسه إلى خادم فكلمه بالفارسية".
فقلت له يا أمير المؤمنين : إن كنت تريد أن تسرّ إليه شيئا فإني أفهم بالفارسية فاستحسن الرشيد ذلك مني وقال ليس نطوي سرا.
وحكى أنه اختصم هو وزوجته زبيدة في مسألة فدعا بالقاضي أبي يوسف ليختصما إليه، فلما قضى في المسألة، دفع إليه بألف درهم، ثم دفعت إليه زوجته زبيدة بألف إلا درهم، وفقا لمراسم الأدب، حتى لا تتساوى مع زوجها أمير المؤمنين.
ظهار أخبار متعلقةودعا أبو عمر الضرير رجلا من أصحابه فأخذت جارية بيده فصعدت به فلما أراد أن ينزل جاءت فأخذت بيده فقال رديني إلى مولاك فردته.
فقال إن جاريتك أخذت بيدي حين صعدت وهي بكر ثم أخذت بيدي الساعة وهي ثيب فسأل عن ذلك فأخبر أن ابنا للرجل افترشها.
وحكى عن الإمام مالك بن أنس أنه قال : صلى بعض الشطار خلف رجل فلما قرأ ارتج عليه فلم يدر ما يقول فجعل يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وجعل يردد ذلك مرارا فقال الشاطر من خلفه ما للشيطان ذنب إلا أنك ما تحسن تقرأ.
كما حكي أن أحد الوجهاء دعا أخا له فأقعده إلى العصر فلم يطعمه شيئا فاشتد جوعه فأخذه مثل الجنون فأخذ صاحب البيت العود وقال له بحياتي أي صوت تشتهي أن أسمعك قال صوت المقلي.
وسمع رجل يقول لا آخر: قد أصابني رمد بعيني، بأي شيء تداوي عينيك قال بالقرآن ودعاء الوالدة فقال: اجعل معهما شيئا من الكُحْل.