هو محمد بن المنكدر بن عبد الله القرشي التيمي، تابعي جليل ولد سنة بضع وثلاثين من الهجرة في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه كان صواما قواما من العباد الزاهدين .. روي عن عشرات من الصحابة والتابعين أحادبث عديدة عن رسول الله وكان من الرواة الثقات عن النبي
التابعي الجليل كان من المجتهدين في العبادة حيث تحدث عن هذا الأمر بالقول : كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت، وبينما هو ذات ليلة قائم يصلي إذ استبكى فكثر بكاؤه، حتى فزع له أهله وسألوه فاستعجم عليهم وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم فجاء إليه فقال: ما الذي أبكاك قال: مرت بي آية قالواما هي قال:"وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون" فبكى أبو حازم معه فاشتد بكاؤهما.
محمد بن المنكدر كانت له مكانة في أوساط التابعين وحازنقديرا كبيرا من قبل فقهاءعصره حيث قال عنه سفيان الثوري : كان من معادن الصدق ويجتمع إليهالصالحون ولم يُدرَك أحدٌ أجدر أن يقبل الناس منه إذا قال قال رسول اللَّه صلي الله عليهم وسلم منه وشاطره الرأي الحميدي حين ووصف ابن المنكدر : بأنه حافظ، وقالابن معين وأبو حاتم: ثقة.
وعن قيمة التابعي الجليل قال أبو حاتم البستي: كان من سادات القراء لا يتملك البكاء إذا قرأت حديث رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم ، وكان تصفر لحيته ورأسه بالحناء، قال مالك: كان ابن المنكدر سيد القراء. وقال أبو معشر: كان سيدًا يطعم الطعام ويجتمع عنده القراء. قال يعقوب الفسوي: هو غاية في الإتقان والحفظ والزهدحجة.
بل أن الفقيه ابن الماجشون أمعن في امتداح ابن المنكدر قائلا :إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني وقال الذهبي عنه : الإمام الحافظ القدوةشيخ الإسلام
عرف عن التابعي الجليل محمد بن المنكدر بأنه كان باراً بأمه، فكان يضع خده بالأرض ثم يقول لأمهقومي ضعي قدمك على خدي، وقال: بات عمر ينعي أخاه يصلي وبت أغمز رجل أمي وما أحب أنليلتي بليلته
كان للتابعي الجليل أثرًا بينًا في تربية الآخرين فعن ابن الماجشون قال: إن رؤية محمد بن المنكدر لتنفعني في ديني، وقال مالك: كنت إذا وجدت من قلبي قسوة آتى ابن المنكدر فأنظر إليه نظرة فأبغض نفسي أيامًا. ورأى محمد بن المنكدررجلاً واقفًا مع امرأة يكلمها فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما
وفي أحدي السنين أصاب المدينة قحطٌ شديد في حياة التابعي الجليل محمد بن المنكدر ، فخرج الناس يستسقون فلم ينزل المطر حتى اشتد الأمر على الناس ، وفي ذات ليلة كان بن المنكدر جالسًا قبل الفجر في زاوية المسجد وإذ به يرى أعرابيا بسيطا يعمل اسكافيا مهلهل الثياب دخل المسجد دون أن يرى ابن المنكدر
الأعرابي الذي لم ير ابن المنكدر كان يصلي بين يدي الله ثم رفع يديه للسماء وأخذ يدعوا الله ويقول : يارب إن أهل مدينة نبيك قد استسقوك فلم تسقهم اللهم إني أقسمت عليك أنتنزل المطر وظل الرجل يدعوا ويبتهل حتى أرعدت السماء وانهمر الغيث على المدينة،فتعجب بن المنكدر وظل يرقب الرجل كل يوم قبل الفجر
وفي اليوم التالي أصر الصحابي الجليل علي أن يتبع اثر الاعرابي فخلفه وسأل عنه فقالوا له إنه إسكافي يصنع الأحذية فذهب له ابن المنكدر فعرفه الرجل ورحب به فحدثه بأنه قد رآه ورأى ماصنع في المسجد فغضب الاسكافي وصرخ في ابن المنكدر : ماالذي ادخلك بيني وبين وربي ثم جمع أغراضه وخرج من بيته حزينا يبكي .
اقرأ أيضا:
عريس الجنة.. صحابي فضل الشهادة على ليلة زفافه فتسابقت عليه حور العينلعل الدرس الأهم من قصة التابعيالجليل والإسكافي أن التضرع الي الله بالدعاء والصلاة بين يديه سرا دون أن يراه الناس والإخلاص في مناجاة الله والتذلل له من العبادات المهمة اللازمة لزول الغمةورفع الكروب والبلاء وما أحوجنا إليها حاليا