يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم هو أكثر الأمة اكتشافا لطاقاتها، وتوظيف أصحاب هذه الطاقات أحسن توظيف.
وقد روى ابن بريدة, عن أبيه قال: جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد وأنا على باب المسجد, فأخذ بيدي فأدخلني المسجد، فإذا رجل يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفوا أحد.
اقرأ أيضا:
عريس الجنة.. صحابي فضل الشهادة على ليلة زفافه فتسابقت عليه حور العينقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده, لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى, وإذا دعي به أجاب".
وإذا رجل يقرأ فقال: "لقد أعطي هذا مزمارا من
مزامير آل داود" .
قلت: يا رسول الله, أخبره? قال: "نعم" فأخبرته, فقال لي: لا تزال لي صديقا, وإذا هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنهما.
عن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لقد أعطي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود".
وقد أخبرته السيدة عائشة أنه سمعت برجل يقرأ في المسجد بصوت لم اسمع مثله، فذهب النبي إذا هو " سالم " مولى ابي حذيفة بن عتبة، وقيل أبو موسى الأشعري أيضا : " فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك".، فقال يا رسول الله: لو علمت أنك تسمعني لحبرته لك تحبيرا.
وعن أبي موسى: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعائشة مرا به وهو يقرأ في بيته, فاستمعا لقراءته, فلما أصبح أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم, فقال: لو أعلم بمكانك لحبرته لك تحبيرا.
وروى أنس, أن أبا موسى قرأ ليلة, فقمن أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يستمعن لقراءته, فلما أصبح أخبر بذلك, فقال: لو علمت لحبرت تحبيرا, ولشوقت تشويقا.
وعن أبي البختري قال: أتينا عليا فسألناه عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم, قال: عن أيهم تسألوني? قلنا: عن ابن مسعود, قال: علم القرآن والسنة, ثم انتهى وكفى به علما.
قلنا: أبو موسى قال: صبغ في العلم صبغة ثم خرج منه, قلنا: حذيفة؟ قال: أعلم أصحاب محمد بالمنافقين.
قالوا: سلمان؟ قال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر؛ بحر لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت.
قالوا: أبو ذر؟ قال: وعى علما عجز عنه فسئل عن نفسه, قال: كنت إذا سألت أعطيت, وإذا سكت ابتديت.