مع أول مجرد "عطسة" يشعر بعضنا أنه أصيب بفيروس كورونا، فسرعان ما تصيبه حالة من الهلع، ويهرع إلى مستشفى الحميات دون سبب، أو فائدة، بل ربما يكون الأثر سلبيا حينما يذهب أحدنا وهو يعتريه الوهم بالإصابة رغم سلامته، فيذهب لمستشفى الحميات المزدحمة فتنتقل إليه العدوة نتيجة قلة وعيه في التعامل مع الشك في إصابته بالفيروس.
فكيف تعرف أنك مصاب بهذا الفيروس وليس الإنفلونزا العادية؟ قبل أن تلقي بنفسك إلى التهلكة، خاصة وأن ذهابك للمستشفى ربما يكون سلبيا لك؟
تقول منظمة الصحة العالمية، إن الفيروس قادر على الحفاظ على حياته والانتشار لمدة تصل إلى 6 أيام، كما أنه من السهل انتقال الفيروس لآخرين من مجرد التنفس أو استخدام أدوات المريض أو ملامسة الأسطح الملوثة.
وأضافت الصحة العالمية أن فترة حضانة فيروس كورونا تصل إلى 12 يوما ما يعني انتقال الفيروس من المصاب إلى آخرين دون معرفة المريض.
وتتشابه الأعراض الأولية مع الإنفلونزا العادية كالعطاس والسعال وانسداد الجيوب وارتفاع درجة الحرارة.
لكن لا يمكن للمصاب أن يميز بين كورونا المستجد والإنفلونزا العادية، من خلال الأعراض الظاهرية فقط، وإنما الأمر يحتاج لتحليلات مجهرية للدم واختبارات مصلية.
يقول موقع" CNN "، الإخباري إن أفضل طريقة لتحديد ما إذا كان لديك الفيروس من عدمه هي إجراء الاختبار، فإذا ظهرت عليك حمى أو سعال أو ضيق في التنفس خلال 14 يومًا، فاتصل بطبيبك على الفور، إذا كنت على اتصال وثيق بشخص سافر وأظهر هذه الأعراض، فيجب عليك الاتصال بالطبيب، حسب مركز السيطرة على الأمراض.
واكد الموقع: سيعمل طبيبك بعد ذلك مع قسم الصحة العامة في منطقتك ومركز السيطرة على الأمراض، لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى اختبار فيروس كورونا الجديد من عدمه، قد لا يظهر الشخص المصاب الأعراض لمدة تصل إلى 14 يومًا بعد التعرض، هذا مثير للقلق بشكل خاص، لأن هذا الفيروس التاجي الجديد يمكن أن ينتقل بينما الشخص لا يظهر عليه أي أعراض، الحمى، والسعال، وسيلان الأنف ،والتهاب الحلق ، وصعوبة في التنفس، هي أكثر الأعراض الشائعة لفيروس كورونا، حيث انتشر فيروس كورونا الآن إلى كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية.
وقال الموقع، إذا كنت مريضًا أو تشك في إصابتك، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بالبقاء في المنزل إلا للحصول على رعاية طبية، وعزل نفسك عن غيرك من الأشخاص والحيوانات في منزلك.
اتصل بالمستشفى قبل زيارة عيادة الطبيب حتى يتمكن من اتخاذ الاستعدادات لمنع الآخرين من الإصابة أو التعرض للفيروس.
في حالة وجود فيروس كورونا المشتبه به، إذا كنت مريضًا، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بارتداء قناع للوجه، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس، وتنظيف يديك كثيرًا، وتجنب مشاركة الأدوات المنزلية الشخصية مع الآخرين، مثل الأواني، أو الأطباق، أو الفراش" السرير".
وأضاف الموقع، يوصي مركز السيطرة على الأمراض بارتداء قناع فقط إذا أوصى أخصائي الرعاية الصحية بذلك، يجب استخدام قناع الوجه من قبل الأشخاص الذين لديهم فيروس كورونا الجديد ويظهرون أعراضًا، وذلك لحماية الآخرين من خطر الإصابة، موضحا أن مخاوف فيروس كورونا أدي إلى نقص الاقنعة في جميع أنحاء العالم.
تعلم كيف تعرف الفرق بين الفيروس والإنفلونزا
التقرير التالي الذي وضعه موقع gohealth الطبي، كل ما تحتاج إلى معرفته حول الفرق بين فيروس كورونا الجديد والإنفلونزا.
ما هي الفيروسات التاجية التي ينتمي لها كوفيد-19 ؟
حدد الباحثون سبع سلالات من الفيروسات التاجية التي يمكن أن تصيب البشر، أربعة منها شائعة جدًا وغالبا ما تسبب في أعراض خفيفة، بما في ذلك سيلان الأنف والتهاب الحلق والصداع والسعال والحمى.
وهذه السلالات الأربعة منتشرة على نطاق واسع لدرجة أن معظم الناس سيصابون بأحدها مرة واحدة على الأقل في حياتهم، على الرغم من أنهم لن يعرفوا ذلك على الأرجح لأن الأعراض لا يمكن تمييزها عن أعراض الفيروسات الأخرى التي تسبب نزلات البرد.
وعلى الرغم من أن هذه السلالات الأربعة من الفيروس التاجي تسبب التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة، إلا أن هناك ثلاث سلالات أخري من الفيروس تسبب المزيد من الالتهابات الخطيرة.
في عام 2003، تسبب تفشي سلالة الفيروس التاجي SARS-CoV في أكثر من 8000 إصابة في جميع أنحاء العالم، وأدى إلى 774 حالة وفاة بسبب السارس، وكان العرض الأخطر للفيروس معروف طبيا بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد.
ثم في عام 2012، تم تحديد سلالة خبيثة أخرى من الفيروس التاجي، وبدأ تفشي هذا الفيروس المسمى بـ MERS-CoV ، في المملكة العربية السعودية وتسبب في مئات الوفيات من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية .
ويعد فيروسSARS-CoV2 هو المجموعة الثالثة الأخطر علي الإطلاق من الفيروسات التاجية، وهي التي تسبب كوفيد-19 الأكثر شيوعًا، والتي ترمز إلى مرض فيروس التاجية لعام 2019، وتتسبب في أعراض حادة ووفيات كبيرة، على غرار سلالات فيروس التاجي سارز وفيروس كورونا.
اظهار أخبار متعلقة
لم يوجد لقاح للإنفلونزا ولا يوجد للفيروسات التاجية الأخرى؟
في كل عام يتتبع مركز السيطرة على الأمراض سلالات الإنفلونزا التي تنتقل في جميع أنحاء العالم، ويحاول التكهن بأربع سلالات، من بين أكثر من 100 سلالة محتملة، ويستخدمون هذه المعلومات لصياغة لقاح الأنفلونزا في ذلك العام، وهذا هو السبب في أنك بحاجة إلى لقاح الأنفلونزا كل عام، لأن كل عام تختلف السلالات المدرجة في لقاح الأنفلونزا.
ولسوء الحظ، لا يوجد لقاح لـ كوفيد-19 أو أي من الفيروسات التاجية الأخرى حتى الآن، ويعمل الباحثون حاليًا على لقاح كوفيد-19، ولكن قد يستغرق الأمر ما يصل إلى 18 شهرًا حتى يصبح متاحًا.
وعلى الرغم من أن لقاح الأنفلونزا لا يحمي من الفيروسات التاجية، إلا أنه لا يزال من المهم الحصول على لقاح الأنفلونزا لأنه يمكن أن يحميك من الإنفلونزا، التي تحاكي أعراضها فيروس كوفيد-19، مما يجعل التشخيص أوضح.
لماذا معدلات الوفيات أعلى بكثير في فيروس كورونا من الأنفلونزا؟
من البيانات التي لدينا حتى الآن، فإن كوفيد-19 لديه معدل وفيات أعلى، أي أنه أكثر فتكًا من الإنفلونزا، فمع الإنفلونزا يموت ما معدله 0.1 ٪ من المرضى الذين يصابون بالعدوى بسببه.
ولكن استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها من أكثر من 100 دولة متضررة من الوباء الحالي، تقدر منظمة الصحة العالمية أن متوسط معدل وفيات كوفيد-19 يبلغ حوالي 3٪ ، مما يعني أنه أكثر فتكًا بنسبة 30 مرة من الأنفلونزا.
لماذا لا يوجد علاج معروف لـ كوفيد-19؟
أحد الاختلافات الرئيسية بين كوفيد-19 والإنفلونزا هو وجود دواء يمكن أن يعالج الأنفلونزا، ولكن لم يتم إثبات وجود علاج كوفيد-19 بعد.
ويمكن علاج المرضى المصابين بالإنفلونزا بأدوية مضادة للفيروسات تعمل على حل العدوى بشكل أسرع وتقليل المضاعفات الثانوية مثل الالتهاب الرئوي، الأدوية المضادة للفيروسات الأكثر شيوعًا للأنفلونزا تسمى أوسيلتاميفير، وبالوكسافير ماربوكسيل.
والتجارب السريرية جارية حاليًا لإيجاد علاج أو لقاح لـ كوفيد-19، ولكن حتى يتم ذلك، ينصب التركيز على علاج الأعراض، بما في ذلك السيطرة على الألم والحمى، واستخدام أجهزة الأكسجين في الحالات الشديدة، وهو ما يعني يتم تنبيب المرضى ووضعهم على جهاز التنفس الصناعي للمساعدة في تنفسهم.
ما زلنا نتعلم كيف ينتقل كوفيد-19
الإنفلونزا هي في الأساس عدوى تنفسية تنتقل عبر قطرات الجهاز التنفسي، عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس، تنطلق قطرات من الرزاز في الهواء، ويمكن أن تصيب الجهاز التنفسي لأي شخص قريب يستنشق القطرات الملوثة بالفيروسات.
كما تنتقل الفيروسات التاجية عادةً عبر قطرات الجهاز التنفسي التي تستمر في الهواء وتستقر بسرعة بعد سعال أو عطس مريض مصاب، ومع ذلك هناك بيانات تشير إلى أنه يمكن إرسالها بطرق أخرى، بما في ذلك التحدث أو الضحك.
لذا يوصي مركز السيطرة على الأمراض بالبقاء على بعد 2 متر من الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى تجنب مغادرة المنزل باستثناء الاحتياجات الأساسية، مع ضرورة وارتداء قناع الوجه دخول الأماكن العامة.
حيث يمكن أن ينتقل الفيروس أيضًا عندما يلمس الشخص سطحًا مصابًا، ثم يلمس وجهه، وهذا هو السبب في أهمية تعقيم الأسطح بشكل متكرر وعدم لمس وجهك، خاصة في الأماكن العامة.
لماذا ينتشر فيروس كورونا بشكل أسرع من الإنفلونزا؟
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن العدوى التي ظهرت في الصين، أواخر العام الماضي، تنتقل بسرعة فائقة جدا، كما أنها غالبا ما تعلق على الأسطح، وتبقى ساعات طويلة في الأماكن المغلقة التي لا تخضع لتهوية كافية.
وتبعا لذلك، فإن شخصا واحدا مصابا بكورونا قد ينقل العدوى إلى عشرات الاشخاص، أو ربما المئات، لاسيما في التجمعات البشرية الكبيرة.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في علوم ونماذج الحساب ودراسة الأمراض المعدية في مركز فريد هاتشينسون لبحوث السرطان، جوشوا شيفر، أنه يرى أن نسبة الأشخاص الذين ينقلون العدوى إلى عدد كبير ما زالت محدودة.
وأوضح الأكاديمي الأميركي، أن ما يتراوح بين 10 و20 في المئة من المصابين هم المسؤولون عن 80 في المئة من حالات العدوى الجديدة.
ويرى جوشوا أن فهم الأسباب التي تسرّع انتشار فيروس كورونا، من شأنه أن يعين على تطويق المرض الذي أودى بحياة أكثر من 721 ألف شخص في العالم.
وكشف الباحث جوشوا، الجمعة، في دراسة أولية، أن الشخص المصاب بكورونا ينشر العدوى بشكل أكبر في البداية حينما يكون الفيروس في أعلى مستوياته، أي خلال يوم أو يومين من الإصابة، وهذه المدة قصيرة جدا.
لكن الشخص المصاب يظل قادرا على نقل المرض بعد هذه الفترة، ولذلك ينبغي الالتزام دائما بإجراءات الوقاية مثل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، بحسب جوشوا.
من جانبها، تقول الباحثة المختصة في الأمراض المعدية، عائشة محمود، إن قدرة الشخص المصاب على نقل العدوى تتضاءل كلما طالت مدة الإصابة.
ويختلف فيروس كورونا المستجد عن الإنفلونزا العادية في توقيت ظهور الأعراض، لأن الشخص الذي يصاب بكورونا قد لا تظهر عليه الأعراض إلا بعد أسابيع أو أنها لا تظهر على الإطلاق.
وتبعا لذلك، فإن فترة الحضانة، أي المدة الفاصلة بين التقاط الفيروس وبين ظهور الأعراض، تطول بشكل أكبر في حالة العدوى المسببة لمرض "كوفيد 19"، بينما تظهر الأعراض على المصاب بالإنفلونزا العادية في غضون أيام قليلة.
وبما أن بعض الأشخاص يصابون دون أن تظهر عليهم أعراض، فإنهم يواصلون الاختلاط بالآخرين وينقلون العدوى، بينما يميل الناس في الغالب إلى الحيطة والوقاية إزاء شخص أصيب بالإنفلونزا وظهرت عليه الأعراض بسرعة.
وفي الآونة الأخيرة، كشفت عدة دراسات أن فيروس كورونا ينتقل أيضا عبر الهواء ولا يقتصر انتقاله على ملامسة الأسطح، وهو ما يعني أن الأساليب الوقائية التي جرى اتخاذها طيلة أشهر لم تكن دقيقة بشكل كبير.