توصلت دراسة جديدة إلى أن العيش في أماكن يزداد فيها الهواء الملوث يزيد من خطر الإصابة بالإكزيما، وهي حالة مزمنة تسبب جفاف الجلد وحكة والتهابات.
وقال باحثون إن التصنيع أدى إلى تسريع انتشار الإكزيما على مستوى العالم، مما يلفت الانتباه إلى العواقب الصحية الناجمة عن التعرض للمواد الضارة الموجودة في الهواء الخارجي.
وقال الدكتور جيفري كوهين، المؤلف الرئيس للدراسة، لوكالة "يونايتد برس إنترناشونال": "من المعروف جيداً أن العوامل البيئية تؤدي إلى تفاقم الإكزيما".
وأضاف كوهين، مدير السلامة في قسم الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة ييل في نيو هافن بولاية كونيتيكت، إن هذه النتائج "قد تكون مفيدة للأشخاص المصابين بالإكزيما الذين يحاولون فهم ما الذي يؤدي إلى تفاقم أعراض الإكزيما".
الإكزيما والتعرض لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة
وبعد ضبط المتغيرات الأخرى مثل التركيبة السكانية وحالة التدخين، وجد الباحثون أن الأشخاص المصابين بالإكزيما كانوا أكثر عرضة للإقامة في مناطق بريدية ذات مستويات عالية من الجسيمات الدقيقة، (PM2.5) وهو نوع من تلوث الهواء الذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.
واستخدموا بيانات من برنامج أبحاثنا الشامل التابع للمعاهد الوطنية للصحة، والذي شمل مئات الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة.
وشملت الدراسة 286 ألفًا و862 شخصًا تتوفر لديهم بيانات ديموغرافية ورمز بريدي وسجلات صحية إلكترونية. ومن بين هؤلاء، تم تشخيص إصابة 12,695 مشاركًا، أو 4.4 بالمائة، بالإكزيما.
وخلص الباحثون إلى أن ارتفاع تلوث الهواء قد يؤثر على الجهاز المناعي بطريقة تؤدي إلى ظهور الإكزيما، وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان".
وقال كوهين إن تحديد التغيرات البيئية التي قد تؤدي إلى الإكزيما أمر مهم.
وأضاف "على وجه التحديد، فإن مؤشر جودة الهواء من وكالة حماية البيئة الأمريكية يمكن أن يساعد الأفراد على فهم تركيزات الجسيمات في يوم معين".
بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين تشتد لديهم الإكزيما استجابةً للملوثات الجوية، أوصى كوهين بارتداء أكمام طويلة أو سراويل طويلة لتقليل التعرض. كما نصح بقضاء وقت أقل في الهواء الطلق عندما تكون مستويات هذه الملوثات مرتفعة.
تلوث الهواء يؤثر على الجلد
وأعرب أطباء الجلدية الآخرون أيضًا عن قلقهم بشأن الملوثات.
قال الدكتور باراس فاخاريا، الأستاذ المساعد في قسم الأمراض الجلدية بكلية الطب فينبرج بجامعة نورث وسترن في شيكاغو، والذي لم يشارك في الدراسة: "إن تلوث الهواء لا يؤثر فقط على أجهزة أخرى في الجسم مثل الرئتين، بل يؤثر أيضًا على الجلد".
وأضاف: "نعلم أن إحدى المشاكل الرئيسية في الإكزيما هي ضعف حاجز الجلد، ونتيجة لذلك، فمن المنطقي أن تكون الملوثات الهوائية الدقيقة للغاية متورطة أو تؤدي إلى تفاقم تطور الإكزيما".
وأجريت الدراسة على مجموعة متنوعة من البالغين في الولايات المتحدة، وأنتجت نتائج مماثلة لأبحاث مماثلة في أستراليا وأوروبا وآسيا، ما يشير إلى أن هذا الأمر يثير قلقًا عالميًا، كما قالت الدكتورة إيفا رولينجز باركر، الأستاذة المساعدة في الأمراض الجلدية في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت في ناشفيل.
وتتراوح شدة الإكزيما من الخفيفة إلى الشديدة، ويمكن أن تبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة أو البلوغ. وتشير الجمعية الوطنية للأكزيما إلى أنها قد تصيب الأطفال حديثي الولادة خلال الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة.
وقد يعاني الأطفال الصغار من بقع جلدية شديدة الجفاف، وقد يؤدي الخدش المفرط للمناطق التي تسبب الحكة إلى ظهور بثور والتهابات. ووفقًا للجمعية، فإن الإكزيما تتطور لدى البالغين بشكل شائع في العشرينات أو بعد سن الخمسين.
وأشار باركر إلى أن "تغير المناخ يرتبط الآن بارتفاع معدلات الإصابة بهذا المرض الجلدي وظهور أعراض أكثر شدة عليه لدى الأطفال والبالغين وكبار السن".
وقالت الدكتورة ماريا وي، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ونظام الرعاية الصحية للمحاربين القدامى في سان فرانسيسكو، إن مستويات تلوث الهواء المتزايدة بشكل متقطع أصبحت أكثر تواترًا وطولاً بسبب شدة حرائق الغابات المتزايدة، كما أن مصادر الطاقة القائمة على البترول يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
وأضافت أن هذه الدراسة تضاف إلى الأدلة المتزايدة على أن تدهور جودة الهواء يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الإكزيما، وكذلك الصدفية وحب الشباب.
وأشارت إلى أنه "من المرجح أن تتأثر العديد من الأمراض الجلدية الالتهابية بسبب ارتفاع مستويات تلوث الهواء".