تزوجت من رجل عنده أولاد، ولكنهم لا يسكنون معنا. وله ابن شاب كان يأتي إلى بيتنا مرات، ووقعت معه في الغلط، فلمسني بشهوة وقبلني، وكان يرسل لي رسائل أنه يحبني، ولكن لم نقع في الزنا، وهذا قبل خمس سنوات. وقد وضعت لهذا الأمرحدا، وتبت إلى الله توبة نصوحا، وأخبرت زوجي بالأمر، ولم يتكرر الأمر بعد ذلك، وقطعت علاقتي به نهائيا. هل أنا محرمة على أبيه أي زوجي؟
الجواب:
قالت لجنة الفتاوى بإسلام ويب: لا ريب في قبح ما وقعت فيهمن
العلاقة المحرمة مع ابن زوجك، لكن ما دمت تبت توبة صحيحة؛ فالتوبة تمحو ما قبلها.واعلمي أنّ هذه المنكرات التي وقعت، لا يحصل بها تحريمك على زوجك.
اظهار أخبار متعلقة
وذكرت لجنة الفتاوى أنه جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:.. فقال جمهور الفقهاء: (المالكية والشافعية والحنابلة) المباشرة في غير الفرج و
التقبيل ولو بشهوة، لا يحرم على المقبل أصول من يقبلها ولا فروعها، زوجة كانت أم أجنبية.
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
ليست من الأرحام
بداية اتفق أهل العلم على أن زوجة الأب ليست من الأرحام، والتعلل بزيارتها إنما لا أساس لها من الصحة، ومقاطعتها ليس من عقوق الأهل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَافَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.. وَلَا يَنْدَرِجُ تَحْتَ قوله تعالى: «الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ».
لكن على الأبناء أن يحترموا آباهم ولا يقطعوا علاقتهم به بدعوى أنه تزوج، لأن التقرب إلى الله عز وجل لا يأتي إلا من خلاله، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رِضَا اللهِ مِنْ رِضَا الوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللهِ مِنْ سَخَطِ الوَالِدَيْنِ».
أعزائي الأبناء زوجة الأب هي في مقام أمكم، لكن لا يجوز الدخول عليها من غير إذن الأب، وفي وجوده أيضًا، لأن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، نهى عن ذلك وقال صراحة (الحمو الموت).. ورغم أن مكانتها عندكم ليست كأمكم الحقيقية، إلا أن رغبة الأب يجب أن تحترم، وكذا مكانتها في نفسه، وهذا مِن البر بالوالد، بل من أعظم أنواع البر، جاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن دينارٍ، عن عبدالله بن عمر، أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلَّم عليه عبدالله، وحَمَلَهُ على حمارٍ كان يركبه، وأعطاه عمامةً كانتْ على رأسه، فقال ابن دينارٍ: فقلنا له: أصلحك الله، إنهم الأعراب، وإنهم يرضون باليسير، فقال عبدالله: إن أبا هذا كان ودًّا لعمر بن الخطاب، وإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن أبر البر صلة الولد أهل ودِّ أبيه)).
فإذا كانت صلة أصدقاء الأب والاهتمام بهم من أبر البر، فما بالك بمن هي أقرب منهم وهي زوجته الجديدة - مكان أمكم؟ فلا بد من أخذ هذا الأمر في الاعتبار، وألا تضيعوا على أنفسكم بابًا من أبواب الجنة.
وبالتالي إذا عرفنا ذلك، وعرفنا مكانة احترام زوجة الأب - تبَعًا لاحترام الوالد - فإنها لو أساءت إليكم فلا ينبغي مقابلة الإساءة بالإساءة، بل ينبغي مقابلة الإساءة بالإحسان، والصبر على ذلك، ومع هذا الصبر والإحسان سوف تتغير معاملتها لكم تدريجيًا، وتقابل إحسانكم بإحسان أيضًا، كما قال الله تعالى: « ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ » (فصلت: 34)، أي: بسبب مقابلة السيئة بالإحسان يتحول العدو إلى صديق حميم، جربوا هذا الطريق ولن تندموا.