جاءت كلية الشريعة الخمسة لأجل سلامة المسلم والحفاظ على نفسه وماله وبدنه.
فالاعتداء على أي شيء من نفس الإنسان أو ماله أو بدنه يتوجب عقوبة صارمة حددها الشرع لأجل منع هذا الاعتداء وسلامة الناس.
ومن الأمور المذمومة التي قد تكال المسلم وتؤذيه في عرضه وشرفه هي:
التجسس:
ويعتبر التجسس واحدة من الصفات السيئة التي نهى عنها الإسلام وحذر منها، فبعض الناس ضعيفي الإيمان يسلطون فضولهم بتطلعهم لأسرار الغير ومعايبهم ويجدون في هذا سلوى ورضا يدفعهم للمزيد.
وقد ذكر الله النهي عن هذه الصفة الذميمة ضمن عدد من الصفات التي حرمها قال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" (الحجرات:12).
اظهار أخبار متعلقة
هل كل التجسس حرام:
والتجسس ليس كله محرمًا، فهناك تجسس محرم، وهناك تجسس جائز؛ فالممنوع الذي يقصد به فاعله تتبع عورات الناس وأسرارهم، والتطلع لمعرفة عيوبهم، يفعل هذا بدافع الفضول وإشباع غريزة التطلع لديه، وليس له غرض مباح أو مصلحة منفعة راجحة فيما يفعله.
أما الجائز فهو ما كان يهدف لمصلحة الدولة الإسلامية وحفظ بيضتها والتضييق على أعدائها، ويتدرج حكم المشروعية في هذه الحالة بين الوجوب والإباحة، حسب ما تقتضيه المصلحة والضرورة.
ما الفرق بين التحسّس والتجسس؟
جاء في الحديث الشريف :" إياكم والظنَّ فإنَّ الظن أكذَبُ الحديثِ ولا تَحَسَّسُوا ولا تَجَسَّسُوا ولا تَنَاجَشُوا ولا تَحَاسَدُوا ولا تبَاغَضُوا ولا تَدابَرُوا وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا".
التحسس: هو أن تقوم بكشف ومعرفة الأسرار بنفسك، دون أن تبعث أحدا في ذلك.
أما التجسس فهو أن تقوم بإرسال شخص وتأمره بمعرفة الأخبار والأسرار ثم يبعث بها إليك، ولذلك جاء نهي الشرع الحنيف بمنع كل التطلعات على عورات المسلمين سواءا بالتجسس أو بالتحسس، أي بأي طريق مباشر أو غير مباشر.