حلقة 14: ازاى تخرج من حياتك شخص ظلمك وأذاك؟نصائح عملية مجربة
وصف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، التسامح وسلامة الصدر بأنه أفضل وصفة نفسية، موضحًا أن التسليم لله يعني تفويض الأمر له، وقبول القدر والأحداث بسكينة، والتسليم والقناعة بأن هذا هو الخير، ما يؤدي إلى سلامة الصدر، ويقلل 80 في المائة من الغل والحقد.
وقال خالد في الحلقة الرابعة عشر من برنامجه الرمضاني "منازل الروح"، إن "التسليم لله يقلل غضبك من البشر، لأن أكثر من 60في المائة من حالات الغضب والغل ليس سببها أصلاً تصرف الآخرين معك، بل في أغلب الأحيان يكون لديك مخزون متراكم من الألم لمواقف سابقة لم تعالجها بالتسليم لله، فتنفجر غاضبًا في وجه من أخطأ بحقك، ولكن بمبالغات فتتأزم الأمور أكثر وأكثر".
وأضاف: "كلما زاد تسليمك أن الله هو الفاعل، أسقطت فعل الناس "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ"، فيما يفتح التسليم لك البدائل للنجاح.. فتنسى التركيز على الغل من البشر، وتركز على مشروعك".
سلامة الصدر باب للسعادة
ودلل بما جاء في حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كنا جلوسًا مع رسول الله فقال: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلع رجل من الأنصار، تَنْطِفُ لحيته من وضوئه، قد تَعَلَّق نَعْلَيه في يده الشِّمال، فلمَّا كان الغد، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرَّجل مثل المرَّة الأولى، فلمَّا كان اليوم الثَّالث، قال النَّبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرَّجل على مثل حاله الأولى، فلمَّا قام النَّبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إنِّي لَاحَيْت أبي فأقسمت ألَّا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تُـؤْوِيَني إليك حتَّى تمضي، فَعلتَ. فقال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدِّث أنَّه بات معه تلك الليالي الثَّلاث، فلم يره يقوم من اللَّيل شيئًا، غير أنَّه إذا تعارَّ وتقلَّب على فراشه، ذَكَر الله عزَّ وجلَّ وكبَّر حتَّى يقوم لصلاة الفجر، قال عبدالله: غير أنِّي لم أسمعه يقول إلَّا خيرًا. فلمَّا مضت الثَّلاث ليال، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبدالله، إنِّي لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هَجْرٌ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مِرَار: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنَّة، فطلعت أنت الثَّلاث مِرَار، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك، فأقتدي به، فلم أرك تعمل كثير عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أنِّي لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا، ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق".
أبيت وليس في صدري شيء
وذكر أن "سلامة القلب روحيًا: خلوه من العطب.. وهو أن تحافظ قدر المستطاع على نقاء قلبك حتى تلقى الله.. ولو استطعت أن تفعل ذلك، ستعيش في جنة.. في الدنيا والآخرة.. "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ".
وقسم خالد أمراض القلب إلى ثلاثة أنواع هي: الغل، الحقد، الحسد. وعرف الغل بأنه "غرس الكراهية في قلبك تجاه إنسان.. وهو أعلى درجات الكراهية. وهو بوابة الحقد والحسد"، وأوضح أن "ذكر الله ينزع الغل، وكذلك، التسامح، والعفو عمن ظلمك حتى لا تحول ظلمه لك إلى غل".
الحقد مرحلة أعلى من الغل
وشبه الحقد بـالغل، لكنه قال إن "الأخير لا يملك بداخله رغبة انتقام، بينما الحاقد يضمر الإيذاء فإذا أضمرت الإيذاء تحول الغل إلى حقد". وقال خالد إن "الذكر يزيل الحقد، وكذلك التسامح: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
بينما عرّف خالد ثالث أمراض القلب وهو الحسد بأنه "كراهة الخير. تمنى زوال ما عند الغير"، مشبهًا الحسد بأنه "نار تأكل في قلب الحاسد، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".
وأوضح أن هناك طريقة جيدة لعدم الاسترسال في الحسد من خلال الدعاء. وهو أن تدعو لغيرك: "يزول الحسد وضيق القلب نورًا ويتقلب رحمة وسعة".
ولخص خالد علاج الأمراض الثلاثة في عدم الاسترسال.. الذكر.. التسامح أو التجاوز.
الحصول على الحق من الظالم
لكن خالد قال إن التسامح وسلامة الصدر تحتاج طاقة روحية من خارج الإنسان كما يقول علم النفس الإيجابي، "لأنك قد تسامح ظاهريًا ولا تقدر عليه داخليًا وهو الأهم، حيث وجد أن المتسامحين هم أقل الناس الذين يحملون مشاعر سلبية للآخرين، وأن التسليم يقلل المشاعر السلبية تجاه الناس والحياة".
وأشار إلى أن "سلامة الصدر هي الطريق الذي سيوصلك للإحسان بنص القرآن: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ".
مقاطع
برامج اخري
برنامح أسرار أدعية القرآن - الجزء الثاني
برنامج أسبوعي يقدمه د. عمرو خالد يتناول فيه أدعية القرآن الكريم لما لها من أسرار كثيرة لا يعلمها الكثيرون وهي جديرة بالتأمل والتفكر فلكل دعاء من أدعية القرآن أسرار وحكم.
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد
بودكاست معاني - دكتور عمرو خالد