توصلت دراسة حديثة إلى أن السمنة قد تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بطنين الأذن.
واكتشف باحثون من باكستان، قاموا بتقييم العلاقة بين أكثر من 5 آلاف رجل، أن أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30 كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بنسبة 50 في المائة تقريبًا من الرجال ذوي الوزن الصحي.
ولم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الدقيق وراء ذلك. لكنهم رجحوا أن السبب قد يكون هو أن السمنة مرتبطة بالالتهابات وتلف الأوعية الدموية - وهي الحالات التي تؤثر على الأوعية الدموية - مما قد يؤدي بعد ذلك إلى ضعف تدفق الدم وإتلاف الوظيفة السمعية.
وأظهرت النتائج أن "السمنة قد تساهم في طنين الأذن بمفردها" أو "قد تكون مرتبطة بحالات أخرى مثل الالتهاب، أو متلازمة التمثيل الغذائي، أو مشاكل الصحة العقلية"، على حد قولهم.
وأضاف الباحثون في مقال بمجلة "كيوريس"، أن النتائج "تؤكد أهمية مراعاة وزن الجسم والصحة الأيضية في أبحاث طنين الأذن والإدارة السريرية".
ويؤثر طنين الأذن - وهو رنين أو أزيز مستمر في الأذنين يحدث حتى في عدم وجود أي صوت خارجي. وأشارت أبحاث سابقة إلى أن استمراره لأكثر من شهر، يزيد من احتمالية استمراره بشكل دائم بنسبة 80 إلى 90 في المائة.
وخلال الدراسة، حلل باحثون من مستشفى لاهور العام السجلات الصحية لـ 5452 من البالغين الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 عامًا وأكثر. وأفاد 863 (17.2 في المائة) من جميع المشاركين في الدراسة بوجود طنين في الأذن، وكان 433 منهم يعانون من السمنة.
ووجد الباحثون أن السمنة "مرتبطة بشكل كبير بالطنين"، حيث أن البالغين المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بالطنين بنسبة 44 في المائة مقارنة بالأشخاص غير المصابين بالسمنة.
وبعد الأخذ في الاعتبار العوامل التي قد تؤثر على النتائج مثل التدخين ومدى النوم الذي يحصلون عليه في المتوسط، عان البالغون المصابون بالسمنة من خطر متزايد بنسبة 41 في المائة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ديلي ميل".
وأضاف الباحثون أن "المشاركين الذين يعانون من طنين الأذن يميلون إلى أن يكونوا أكبر سنًا، وغالبًا ما يكونون من الذكور، وأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من طنين الأذن".
كما زاد انتشار طنين الأذن مع تقدم العمر.
وقال الباحثون إن "العبء الكبير للسمنة في السنوات الأخيرة وارتباطها بالطنين يسلط الضوء على أهمية النظر في عوامل الخطر الأيضية القابلة للتعديل كجزء من إدارة طنين الأذن الشاملة".
وشددوا على أن "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم المسارات التي تربط بين السمنة والطنين وتحديد ما إذا كان تقليل الوزن قد يساعد في التخفيف من طنين الأذن.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج حتى الآن لطنين الأذن، فقد ثبت أن بعض تدابير نمط الحياة تساعد في تخفيف الحالة.
وتوصلت دراسة أجريت عام 2024 إلى أن ثلث المرضى الذين مارسوا اليقظة الذهنية لمدة شهرين أبلغوا عن انخفاض الأعراض، بينما أظهرت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية لأكثر من ساعتين ونصف في الأسبوع شهدوا تحسنًا.
وقد يؤدي الملح ووالكافيين والأطعمة الغنية بالمواد الكيميائية النباتية الطبيعية والتي تسمى الساليسيلات - مثل القهوة والأفوكادو والتوت الأزرق - إلى تفاقم الأعراض.