هل تشعر بالتعب أثناء اليوم حتى عندما تحصل على النوم الكافي خلال الليلة السابقة؟، قد يكون هناك أسباب متفاوتة حول ذلك، وهو ما يفسر ذلك الشعور الذي يصاحبك على مدار الساعة.
تقول الدكتورة كلير رومز، الطبيبة العامة، المسؤولة عن علاج الأرق بإحدى المنصات الطبية، لصحيفة "ذا صن": "يلعب النوم دورًا حيويًا في كل جانب من جوانب صحتنا تقريبًا، بدءًا من الحالة المزاجية والذاكرة وحتى وظيفة المناعة. ومع ذلك، لا زال بعض الأشخاص يشعرون بالتعب على الرغم من قضاء سبع إلى تسع ساعات في السرير".
وأضافت: "يرجع ذلك إلى أن التعب ومستويات الطاقة تتأثر بالعديد من العوامل الجسدية والعقلية ونمط الحياة، وليس فقط عدد الساعات التي يقضيها الشخص في السرير".
وتقول الدكتورة نعومي نيومان-باينارت، أخصائية علم النفس والتغذية المعتمدة: "إذا كنت تحصل على ثماني ساعات من النوم الموصى بها ولكنك لا تزال تستيقظ مرهقًا، فقد يكون الأمر محبطًا حقًا، ولكن غالبًا ما تكون هناك أسباب بسيطة وراء ذلك. إليك ما يجب الانتباه إليه والطرق العملية لإصلاحه".
1. نقص الحديد
اتباع نظام غذائي متوازن أمر حيوي للبقاء بصحة جيدة. يساعد على إدارة الوزن وتعزيز جهاز المناعة ودعم الصحة العقلية، لكنه مهم أيضًا للحفاظ على مستويات الطاقة.
تقول الدكتورة رومز: "إن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يمكن أن يساعد جسمك على الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها للعمل بشكل صحيح، بما في ذلك الحديد. يعتبر نقص الحديد سببًا شائعًا للتعب المستمر، لأنه ضروري لتكوين الهيموجلوبين - وهو جزء من خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم".
وأضافت: "عندما تكون مستويات الحديد منخفضة، قد لا تتلقى العضلات والأعضاء كمية كافية من الأكسجين، مما يؤدي إلى التعب وانخفاض الطاقة".
يحتاج الرجال والنساء فوق سن الخمسين إلى 8.7 ملج يوميًا، بينما تحتاج النساء من سن 19 إلى 49 عامًا إلى 14.8 ملج، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ببريطانيا.
وتشمل المصادر الجيدة الكبد واللحوم الحمراء والفاصوليا والمكسرات والفواكه المجففة.
2. التنفس عن طريق الفم
تقول الدكتورة نيومان-باينارت: "التنفس من خلال فمك يمكن أن يقلل من تناول الأكسجين ويجعلك تشعر بالتعب".
وتوصي باستخدام العديد من المنتجات الأخرى قبل وضع شريط لاصق على شفتيك، "حاول استخدام شريط أنفي، أو موسع أنفي، أو تمارين تنفس بسيطة قبل النوم لتشجيع التنفس من الأنف".
3. انخفاض سكر الدم
يقول الدكتورة نيومان-باينارت: "إن تناول الكربوهيدرات المكررة في وقت متأخر من الليل يمكن أن يسبب الانهيار في حوالي الساعة الثالثة صباحًا، مما يؤدي إلى إزعاج النوم العميق".
وتوصي بتناول وجبة خفيفة متوازنة في المساء تحتوي على البروتين والألياف، مثل كعك الشوفان مع زبدة الجوز أو الزبادي مع التوت.
4. الضوء الأزرق
حذرت الدكتورة نيومان-باينارت من أن الضوء الأزرق المنبعث عن الشاشات يؤثر على جودة النوم.
وتقول: "تخدع الشاشات عقلك وتجعله يعتقد أن الوقت لا يزال نهارًا، مما يقلل من إنتاج الميلاتونين، مما يساعد على إخبار جسمك بأن وقت النوم قد حان.
وأضافت: "تأكد من إيقاف تشغيل الأجهزة قبل النوم بساعة على الأقل، أو استخدم مرشحات الضوء الأزرق أو النظارات".
5. انقطاع النفس أثناء النوم
يحدث انقطاع التنفس أثناء النوم عندما يتوقف التنفس ويبدأ أثناء النوم، مما يسبب الشخير بصوت عالٍ واللهث أو الشخير أو الاختناق.
تقول الدكتورة رومز: "يحدث هذا غالبًا دون أن تدرك ذلك". ولكنه قد يسبب الصداع، وتقلبات المزاج، وصعوبة التركيز، وربما الشعور بالتعب الشديد خلال النهار .
وأضافت: "إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من انقطاع التنفس أثناء النوم، فمن المهم التحدث إلى الطبيب للحصول على التقييم والدعم".
6. الجفاف
أحد أبسط التفسيرات لانخفاض الطاقة هو عدم شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم.
تقول الدكتورة رومز: "حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يقلل من الدورة الدموية ويؤدي إلى الصداع، مما يزيد من الشعور بالتعب".
وتوصي هيئة الخدمات الصحية ببريطانيا بتناول ما بين ستة إلى ثمانية أكواب من السوائل يوميًا، بما فيها الماء والحليب قليل الدسم والشاي والقهوة.
يجب أن نحصل على السؤال التي تجعلنا رطبين بحيث يصبح لون البول أصفر باهتًا وشفافًا.
7. التوتر
قد يكون سبب ذلك أيضًا ارتفاع مستويات التوتر.
تقول الدكتورة رومز: "إن الشعور المستمر بالتوتر أو القلق اليومي يمكن أن يبقي الجسم في حالة تأهب قصوى، مما يؤدي إلى تعطيل النوم ويجعل من الصعب الشعور بالانتعاش".
وأضافت: "يمكن لهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، أن تتداخل مع دورة نومك الطبيعية، مما يجعلك تشعر بالتعب أو الانفعال أو عدم التركيز أثناء النهار. يمكن أن يؤدي القلق أيضًا إلى نوم ضحل ومضطرب لا يشعر بالراحة".
وأوضحت: "يمكن لتقنيات الاسترخاء مثل اليقظة والتأمل أو التنفس العميق قبل النوم أن تساعد على تهدئة العقل، والالتزام بالروتين اليومي الثابت يساعد في إرسال إشارة لجسمك للاسترخاء".
8. نقص المغنيسيوم
يحتاج الرجال إلى 300 ملجم من المغنيسيوم يوميًا، في حين ينبغي على النساء الحصول على 270 ملجم.
يساعد المغنيسيوم على تحويل الطعام الذي نتناوله إلى طاقة ويحافظ على صحة عضلاتنا وأعصابنا وعظامنا ومستويات السكر في الدم.
وإذا لم يحصل الجسم على ما يكفي، فإننا نخاطر بالإصابة بالصداع، والغثيان، والتعب.
تقول الدكتورة نيومان-باينارت: "قد يكون انخفاض مستويات المغنيسيوم هو السبب في انخفاض مستويات الطاقة لديك. يساعد المغنيسيوم على استرخاء العضلات وتهدئة الجهاز العصبي، لذا فإن نقصه قد يؤدي إلى نوم مضطرب".
ونصحت: "جرب وضع غسول المغنيسيوم على قدميك قبل النوم أو قم بتضمين الخضروات الورقية والمكسرات والبذور في نظامك الغذائي".
9. الاكتئاب
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى انخفاض احترام الذات، ويجعلنا نتحدث ببطء أكثر من المعتاد، وحتى إثارة آلام وأوجاع غير مبررة.
كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة النوم أو الاستيقاظ في الصباح، ويسبب نقص الطاقة.
تقول الدكتورة رومز: "الاكتئاب والقلق وغيرهما من حالات الصحة العقلية يمكن أن تعطل النوم المريح، وتقلل من الدافع وتغير توازن الهرمونات، مما قد يؤثر على مستويات الطاقة ويجعلك تشعر بالتعب".
وأضافت: "يمكن أن تساعد العلاجات الكلامية أو الاستشارة أو دعم الطبيب في علاج حالات الصحة العقلية. إن الاحتفاظ بمذكرات النوم إلى جانب تتبع الحالة المزاجية يمكن أن يكشف عن الأنماط ويوضح كيف ترتبط الصحة العقلية والطاقة".
وأشارت إلى أن "إدارة الصحة العقلية بشكل فعال تؤدي في كثير من الأحيان إلى تحسين النوم واليقظة أثناء النهار".
10. نمط الحياة المستقر
تقول الدكتورة رومز: "إن قلة النشاط المنتظم تقلل من الدورة الدموية ونشاط الهرمونات والطاقة الإجمالية، مما قد يجعلك تشعر بالخمول حتى بعد الحصول على نوم كافٍ. يمكن أن يؤدي الخمول أيضًا إلى انخفاض جودة النوم، مما يجعل من الصعب تحقيق الراحة المريحة".
وأشارت إلى أن "دمج الحركة في يومك - مثل المشي لمسافات قصيرة، أو ممارسة تمارين القوة الخفيفة، أو ركوب الدراجات - يمكن أن يعزز اليقظة والطاقة. حتى التغييرات الصغيرة مثل صعود الدرج أو التمدد أثناء النهار تساعد في تحسين الدورة الدموية وتحسين شعورك".
وتابعت: "مع مرور الوقت، يساعد النشاط المنتظم أيضًا على الحصول على نوم أعمق وأكثر راحة"
11. مشاكل الغدة الدرقية
تقول الدكتورة رومز: "قد يشير التعب المستمر في بعض الأحيان إلى حالات طبية مثل مشاكل الغدة الدرقية. تحدث هذه المشاكل عندما تنتج الغدة الكثير أو القليل من الهرمون، مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي والطاقة والمزاج".
وتشمل الأعراض المحتملة الأخرى زيادة الوزن، والإمساك، وجفاف الجلد أو الشعر، والصوت الأجش، والشعور بالبرد أكثر من المعتاد.
وأوضحت الدكتورة رومز: "يمكن أن تساعد فحوصات الدم أو التقييمات الأخرى في تحديد السبب والسماح بالعلاج أو تعديل نمط الحياة، واستعادة الطاقة والعافية، لذلك من المهم التحدث إلى طبيبك العام".
12. الكافيين
إذا كنت تواجه مشكلة في البقاء متيقظًا أثناء النهار، فمن المحتمل أنك تلجأ إلى تناول كوب أو كوبين من القهوة.
تقول الدكتورة رومز: "يمكن للكافيين أن يتداخل مع قدرتنا على النوم إذا تم تناوله في وقت متأخر من اليوم".
وأضافت: "إن إجراء تعديلات صغيرة، مثل الحد من تناول الكافيين في الصباح أو في وقت مبكر بعد الظهر أو التبديل إلى الماء أو شاي الأعشاب، يمكن أن يحدث فرقًا في شعورك ويدعم جودة النوم".
الأمر لا يقتصر على القهوة فحسب، فالشاي، ومشروبات الطاقة، والكولا، والشوكولاتة، وحتى ألواح البروتين، تحتوي أيضًا على الكافيين، وإن كان بكميات أقل.
13. تغيير الجداول الزمنية
تنظم ساعة الجسم الداخلية الخاصة بك وقت شعورك باليقظة أو التعب. يمكن أن تؤدي الجداول الزمنية غير المنتظمة، أو السهر لساعات متأخرة من الليل، أو العمل بنظام المناوبات، أو فارق التوقيت، إلى خروج هذه الساعة عن المزامنة، مما يجعلك متعبًا حتى بعد نوم ليلة كاملة.
والحفاظ على أوقات نوم واستيقاظ ثابتة، والحصول على ضوء الشمس الطبيعي في الصباح، وتقليل وقت الشاشة قبل النوم يمكن أن يساعد في إعادة ضبط ساعة جسمك.
وتحويل وقت النوم تدريجيًا بمقدار 15 إلى 30 دقيقة يساعد جسمك أيضًا على التكيف، مما يحسن جودة النوم والطاقة أثناء النهار.
14. مرض السكري
إذا كنت تعاني من انخفاض مستويات الطاقة، فمن الممكن أن يكون لذلك علاقة بالإصابة بمرض السكري.
تقول الدكتورة رومز: "يؤثر مرض السكري على كيفية إدارة الجسم لسكر الدم، مما قد يسبب أيضًا التعب حتى مع الحصول على قسط كافٍ من النوم. إذا كان التعب مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل تغيرات الوزن أو تقلبات المزاج أو تغيرات في الشهية، فمن المهم التحدث إلى الطبيب".
15. الدواء
قد يكون الدواء الذي تتناوله له تأثير سلبي على مستويات الطاقة لديك.
تقول الدكتورة رومز: "بعض الأدوية يمكن أن تسبب النعاس كأثر جانبي. إذا لاحظت التعب بعد البدء في تناول دواء جديد، ناقش الأمر مع طبيبك أو الصيدلي. يمكنهما تقديم النصح حول ما إذا كان تعديل التوقيت أو الجرعة أو تجربة بديل قد يساعد، مع الاستمرار في إدارة الحالة".
وأضافت: "إن الشعور بالتعب على الرغم من الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر شائع جدًا، ولكن من خلال فهم الأسباب الكامنة وإجراء تعديلات بسيطة في نمط حياتك أو تعديلات طبية، يمكنك دعم طاقتك ورفاهتك".