أوشك باحثون على ابتكار علاج قد يساعد البشر على العيش حتى التسعينات من العمر.
ويتضمن العلاج جزيئا مضادًا للشيخوخة يسمى "كلوثو"، وهو نوع من البروتين الذي ينتجه الجسم بشكل طبيعي. وتنخفض مستويات هذا البروتين بشكل طبيعي مع التقدم في العمر.
تحدث هذه العملية في نفس الوقت الذي نبدأ فيه بتجربة الأمراض المرتبطة بالعمر مثل ضعف العظام وفقدان كتلة العضلات وتراجع القدرات الإدراكية.
تقنية العلاج بـ الكلوثو
ونجح باحثون إسبان في تطوير علاج يعتمد على الكلوثو، والذي يعمل على زيادة مستويات البروتين في الفئران، ويزيد من عمر القوارض بنحو الخمس.
وقال الباحثون إن هذا يعادل إضافة 16 عامًا إضافية إلى عمر إنسان يبلغ من العمر 80 عاًما.
ولم تعش هذه الفئران لفترة أطول فحسب، بل أظهرت أيضًا تحسنًا في قوة العضلات وكثافة العظام ووظائف المخ، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
وعلى الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل تجربة العلاج على البشر، فإن الباحثين يزعمون أنه قد يساهم بشكل كبير في تحسين عملية الشيخوخة.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة "العلاج الجزيئي"، استخدم خبراء من جامعة برشلونة فيروسًا معدَّلًا خصيصًا لإيصال الكلوثو إلى خلايا الفئران.
ويحمل هذا الفيروس غير الضار المخططات البيولوجية للخلايا لإنتاج البروتين، مما يمكّن الفئران من تعزيز مستويات الكلوثو على مدى فترة طويلة.
وأعطيت إعطاء الفئران الفيروس عن طريق حقنتين - واحدة في الوريد في الجسم والأخرى مباشرة في الدماغ.
وقد مكن هذا من تجاوز الحاجز الطبيعي الذي يحمي العضو الحيوي عادة، وسمح للباحثين بفحص تأثير الكلوثو على الدماغ.
وفي المجمل، تم اختبار ثلاث مجموعات من الفئران.
تلقت إحداهن العلاج في عمر ستة أشهر، وحصلت الأخرى على الجرعة في عمر 12 شهرًا، وحصلت المجموعة الأخيرة من الفئران التي يبلغ عمرها ستة أشهر على دواء وهمي ليكون بمثابة مجموعة تحكم.
وُجِد أن الفئران الذكور التي تم حقنها في عمر 12 شهرًا عاشت أطول فترة (31.5 شهرًا في المتوسط)، أي أطول بخمس مرات من المجموعة الضابطة التي عاشت 26.3 شهرًا فقط.
ويعيش الفأر في المتوسط ما بين 12 إلى 18 شهرًا تقريبًا.
وأشار الباحثون إلى أن مستويات الكلوثو كانت الأعلى بين الحيوانات التي تم حقنها في عمر عام واحد.
وقام الباحثون أيضًا باختبار اللياقة البدنية للفئران ووجدوا أن الفئران في مجموعة العلاج كان أداؤها أفضل في التجارب التي تقيس التنسيق وقوة العضلات.
وأظهر تحليل الأنسجة أن الفئران التي تناولت الكلوثو كان لديها ندوب داخلية أقل على عضلاتها وكانت أكثر عضلية بشكل عام.
لكن الفئران الإناث التي تلقت العلاج لم تشهد نفس تمديد العمر بسبب المضاعفات الصحية الشديدة التي قال الباحثون إنها لا علاقة لها بالعلاج. ومع ذلك فقد طوروا عظامًا أقوى.
تطوير خلايا عصبية جديدة في الحُصين
وأظهر تحليل أنسجة المخ أيضًا أن الفئران من كلا الجنسين أظهرت علامات على تطوير خلايا عصبية جديدة في الحُصين، وهي منطقة من المخ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتعلم.
ويشير هذا إلى أن العلاج قد يساعد في مكافحة الخرف المرتبط بالعمر.
وفي الوقت الحالي تظل الآثار المترتبة على استخدام هذا العلاج لدى البشر محدودة.
لكن العديد من الأدوية والعلاجات التي أظهرت نتائج واعدة على القوارض فشلت في تكرار هذا النجاح عند تجربتها على البشر.
كما أن العديد من عينات الأنسجة المستخدمة في التحليل جاءت فقط من عدد محدود من القوارض، ما بين ثلاثة إلى أربعة، وهو ما قد يحد من النتائج.
ومع ذلك، قال جوان رويج سوريانو، الخبير في علم الأعصاب ومؤلف الدراسة الجديدة، إن التقنيات التي يمكنها توفير الكلوثو للبشر متاحة بالفعل.
وأضاف: "لدينا الآن ناقلات فيروسية يمكنها الوصول إلى المخ بعد إعطائها عن طريق الوريد، وهو ما يجعل من السهل نقل هذا العلاج إلى البشر بأمان".
وأوضح أن "خيارًا آخر يتمثل في إعطاء البروتين مباشرة كدواء بدلاً من استخدام النواقل الفيروسية، لكننا لا نزال بحاجة إلى إيجاد طريقة فعالة لتوصيله وضمان وصوله إلى الأعضاء المستهدفة".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الكلوثو يمكن أن يحسن وظائف المخ لدى الرئيسيات المسنة ويؤخر الشيخوخة لدى الفئران لعقود من الزمن.
وتم اكتشاف مادة كلوتو في الأصل من قبل باحثين يابانيين، حيث وجدوا أن الكمية التي ينتجها الفئران يمكن أن تؤثر على مدة حياة القوارض.