توصلت دراسة إلى وجود علاقة بين أن بكتيريا التسمم الغذائي القاتلة الموجودة في الدجاج والارتفاع المقلق في حالات الإصابة بسرطان القولون في المرحلة المتأخرة.
ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون أمريكيون أن سلالة شائعة من بكتيريا كامبيلوباكتر قد تؤدي إلى تسريع تطور سرطان القولون من خلال التسبب في تلف الحمض النووي.
وتُعدّ هذا البكتيريا المصدر الأكثر شيوعًا للتسمم الغذائي، وغالبًا ما توجد في الدجاج النيء. تُسبب عادةً الإسهال والغثيان والقيء، والتي تتحسن بشكل طبيعي خلال أسبوع.
وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يشكل المرض تهديدًا لحياة الفئات الضعيفة، بما في ذلك الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
وعلى الرغم من أن الدراسة لم تتمكن من إثبات أن هذه البكتيريا مسؤولة بشكل مباشر عن ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، قال الباحثون إن بكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني قد تعرض الناس لمخاطر أعلى، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وفي الدراسة، تابع الباحثون أكثر من 70 مريضًا مصابًا بهذا المرض وقارنوا مستويات بكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني في الجهاز الهضمي لديهم.
وعلى مدى ثلاث سنوات من المتابعة، وجد الباحثون عددًا أكبر من بكتيريا كامبيلوباكتر جيجوني في 34 مريضًا انتشر السرطان لديهم إلى أجزاء أخرى من الجسم، مقارنة بـ 37 مريضًا لم ينتشر السرطان لديهم.
وفي مقال كتبوه في مجلة "سيل هوست آند ميكروبيوم"، قالوا إن السم القاتل للخلايا (CDT)، والذي يوجد عادة في سلالات كامبيلوباكتر جيجوني، قد يكون وراء التسارع السريع للسرطان لأنه يسبب تلف الحمض النووي.
وأضاف البروفيسور كريستيان جوبين، الخبير في الكائنات الحية الدقيقة المسببة للسرطان في جامعة فلوريدا والمؤلف المشارك في الدراسة: "أكدت هذه النتائج أن CDT ضروري لدور البكتيريا في تعزيز انتشار السرطان".
وأضاف: "عندما تنتقل البكتيريا التي تنتج CDT إلى الأورام خارج الأمعاء، يبدو أن هذا يؤدي إلى تسريع انتشار هذه الأورام."
وقال الباحثون إن الاختبارات التي أجريت على الفئران مع أنسجة سرطان القولون البشري وجدت أيضًا أن العلاج الكيميائي أدى إلى تسريع انتشار أورام سرطان القولون إلى أجزاء أخرى من الجسم.
لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البشرية لتأكيد هذه الصلة المباشرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي اكتشف فيه باحثون إيطاليون الأسبوع الماضي أن تناول الدجاج بانتظام قد يضاعف خطر الوفاة بسبب 11 نوعًا مختلفًا من السرطان، من بينها سرطان القولون والمعدة.
وأظهرت النتائج أن أولئك الذين يتناولون أكثر من 300 جرام من الدواجن - ما يعادل حوالي أربع حصص - في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة من سرطان الجهاز الهضمي، مقارنة بأولئك الذين يتناولون أقل من حصة واحدة من الدواجن في الأسبوع.
وسرطان القولون، الذي كان يعتبر لفترة طويلة مرض الشيخوخة، يصيب بشكل متزايد الأشخاص في العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر في ظاهرة حيرت الأطباء في جميع أنحاء العالم.