توصل باحثون في جامعة تافتس الأمريكية إلى أن تناول حفنتين فقط من الفستق يوميًا يمكن أن يحمي من الضمور البقعي، وهو السبب الرئيس لفقدان البصر لدى كبار السن
قالت الدكتورة تامي سكوت، أخصائية علم النفس العصبي السريري والباحثة والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "تُظهر دراستنا أن الفستق ليس مجرد وجبة خفيفة لذيذة، بل قد يكون مفيدًا أيضًا لعينيك".
وأضافت: "بتناول كمية صغيرة منه يوميًا، قد يُساعد ذلك في حماية بصرك، خاصةً مع التقدم في السن"، بحسب صحيفة "نيويورك بوست".
ما هو الضمور البقعي؟
الضمور البقعي المرتبط بالعمر هو مرض يُلحق ضررًا تدريجيًا بالبقعة، وهي جزء من شبكية العين مسؤول عن الرؤية المركزية الحادة. ومع تفاقم الحالة، يجد المصابون صعوبة متزايدة في رؤية الأشياء أمامهم مباشرةً، بينما تظل رؤيتهم المحيطية سليمة إلى حد كبير.
والضمور البقعي المرتبط بالعمر، نوعان:
يُشكل الضمور البقعي الجاف الأبطأ حركةً حوالي 80 بالمائة من الحالات. ويحدث عندما تصبح البقعة الصفراء أرق مع التقدم في السن، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب تراكم رواسب بروتينية صفراء تُعرف باسم الدروزات، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب العيون.
الضمور البقعي الرطب، وإن كان أقل شيوعًا، إلا أنه أكثر عدوانية، إذ يسبب فقدانًا سريعًا وشديدًا للرؤية. في هذا النوع، تتضرر وظيفة البقعة بسبب نمو وتسرب الأوعية الدموية غير الطبيعية تحت الشبكية.
ويُعدّ العمر عامل الخطر الرئيس لكلا النوعين من الضمور البقعي المرتبط بالعمر، ولكن التدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتاريخ العائلي للمرض يُساهمان أيضًا في ذلك.
في حين لا يوجد علاج شافٍ للضمور البقعي المرتبط بالعمر الجاف أو الرطب، تتوفر علاجات قد تُساعد في إبطاء تطور المرض والحفاظ على البصر لفترة أطول.
فوائد الفستق للعين
يحتوي الفستق على اللوتين، وهي صبغة طبيعية موجودة في النباتات تساعد على حماية عينيك.
وفي الدراسة التي دعمها مزارعو الفستق الأمريكيون، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين أدرجوا أونصتين من الفستق غير المملح والمقشر والمحمص الجاف في نظامهم الغذائي اليومي شهدوا تحسنات كبيرة في كثافة الصبغة البقعية البصرية بعد ستة أسابيع فقط.
ويُعدّ مستوى تركيز اللوتين في البقعة الصفراء مؤشرًا رئيسًا لصحة العين، إذ يقيس كمية الصبغة البقعية في مركز الشبكية، والتي تحتوي على اللوتين. تحمي هذه الصبغة البصر بامتصاص الضوء الأزرق الضار والأشعة فوق البنفسجية القريبة.
وأوضح سكوت أن "اللوتين هو أحد مضادات الأكسدة التي تعمل مثل النظارات الشمسية لعينيك"، مضيفًا أنه يمكن أن يساعد أيضًا في منع أو إبطاء تطور مرض الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
ووجدت الدراسة أن حفنتين من الفستق الحلبي وفّرتا حوالي 1.6 ملج من اللوتين.
قال سكوت: "بمجرد إضافة حفنة من الفستق إلى نظامك الغذائي، يمكنك تحسين استهلاكك من اللوتين، وهو عنصر أساسي لحماية عينيك. ليس من المبكر أبدًا التفكير فيما يمكنك فعله لدعم شيخوخة صحية".
وعلى الرغم من أن العديد من الفواكه والخضروات تحتوي على نسبة عالية من اللوتين، إلا أن سكوت أشار إلى أن الجسم يمتص مضادات الأكسدة بشكل أكثر فعالية من الفستق، وذلك بفضل محتواه من الدهون الطبيعية.
فوائد أخرى للفستق
لا تتوقف فوائد اللوتين عند تعزيز الرؤية. وكما هو الحال في شبكية العين، يتراكم اللوتين بشكل انتقائي في الدماغ، حيث قد يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات، كما قالت الدكتورة إليزابيث جونسون، الباحثة المشاركة في الدراسة. يرتبط الإجهاد التأكسدي والالتهابات بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.
والفستق وجبة خفيفة غنية بالألياف والبروتين، تساعد على التحكم في الوزن وتعزز صحة بكتيريا الأمعاء. كما تساعد الدهون الصحية في الفستق على خفض ضغط الدم والكوليسترول، مما يجعله خيارًا صحيًا للقلب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الفستق غني بالفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين ب6 والبوتاسيوم والثيامين وفيتامين هـ والحديد - مما يجعله متجرًا شاملاً لتعزيز كل من الرؤية والصحة العامة.