أخبار

مبتكرة دواء شهير لإنقاص الوزن: يجب تناوله مدى الحياة

الجمعة.. عيد خاص عند الموتى تتلاقى فيه أرواحهم ويفرحون بالزائرين

سورة في القرآن يكرهها الجن ولا يتواجد في بيت تقرأ فيه

سورة الأنعام .. نزولها أبهج رسول الله وفند حجج المشركين ولهذا حفها 70ألف ملك بالتسبيح

الحياء.. مفهومه وكيف نطبقه؟

دعاء الخوف من شخص أو عند التعرض لظلم

احذر هذا الشخص.. بماذا أوحى الله لنبيه داود عليه السلام؟

حتى تكون مع الذين "على هدى من ربهم".. ماذا تفعل؟

الله يحب أن تلح عليه في الدعاء فلا تمل منه حتى يستجيب لك

سنة نبوية مهجورة .. من أحياها ضاعف الله له الخير وجنبه كل الشرور ..ما هي ؟

لا تستهزئ بصاحبك لهذه الدرجة.. سلوكيات أفقدتنا الثقة في أنفسنا

بقلم | أنس محمد | الاربعاء 31 يناير 2024 - 05:58 ص



في بعض الأحيان نفعل بأنفسنا الأفاعيل، لدرجة أننا ننتقم من أصدقائنا وأحبائنا، بل من أنفسنا بالضرورة، نتيجة الكذب في المواعيد، حتى بات من السخرية أن نجد الرجل يبلغ من العمر أكثر من أربعين عاما ويشوبه الوقار، ولا يتورع أن يخدع صديقه الذي يقف في الشارع منتظرا أن يأتي في موعده ولكنه لا يفعل.

بل أن بعض الناس اعتادوا على أنهم يقسمون لك وهما تحت رزاز وقطرات مياه الدش، أنهم على بعد خطوات منك في المكان الذي تنتظرهم فيه، بالرغم من أن المسافة قد تحتاج لأكثر من ساعة لكي يصل إليك، فضلا عن خروجه من الحمام وانتهائه من ارتداء ملابسه، والبحث عن وسيلة مواصلات لكي يأتي إليك، إلا أنه ومع ذلك لا يرقب فيك إلا ولا ذمة وأنت تقف تحت لهيب أشعة الشمس تنتظره بحرقة.

إلا أنه من الأكثر استفزازا، أن يجعل صديقك من قلة ذوقه وورعه معك، مجالا للتندر والضحك، وكأنه لم يفعل شيئا يغضبك أو يهينك، لتكتشف أن مقدارك الحقيقي عنده لا يساوي ذرة من إحساس أمام عذابك وأنت واقف لساعات تنتظره في الطريق، بل أن لا يرتدع عن ذلك، بل يعاقبك في كل مرة تعلن فيها حبك له، فيكشف لك أنك كم كنت ساذجا في كل مرة تواعده وتنتظره.

حتى إذا ما اعتدت على سلوكياته بدأت تقلده، وتضطر للنزول بعد الموعد المقرر لك معه، ظنا منك أنه لن يأتي بعد الموعد إلا بعد ساعتين وبالتالي فهناك الكثير أمامك لكي تنزل إليه، لتجد نفسك أصبحت مقلدا له ومعديا بعدوته مع كل الناس سواء كان منهم من يلتزم معك في موعده أم لا يلتزم.


الالتزام بالمواعيد سنة نبوية


يقول النبي صلى الله عليه وسلم : _( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) .

والوعد : هو التعهد بفعل الخير في المستقبل ، كأن يقول الرجل لصاحبه : " أعدك بهدية " أو " أعدك بالذهاب معك إلى الدرس " ونحو ذلك .

قال موسى عليه السلام لقومه : ( يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي ) طه/ 86 .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" الْمُرَادُ بِالْوَعْدِ فِي الْحَدِيثِ : الْوَعْدُ بِالْخَيْرِ ، وَأَمَّا الشَّرُّ فَيُسْتَحَبُّ إِخْلَافُهُ ، وَقَدْ يَجِبُ ، مَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَى تَرْكِ إِنْفَاذِهِ مَفْسَدَةٌ " انتهى من " فتح الباري " (1/ 90) .

وإخلاف الوعد : عدم الوفاء به عن عمد ، من غير عذر معتبر .

فإذا لم يف به لعذر ، مثل قيام مانع يمنعه من الوفاء ، أو عجزه عنه ، أو نحو ذلك : فليس بمخلف وعده .

ولا يرتبط الوعد بالقسم ، فقد يعد الرجل وعدا ، ولا يقسم عليه ، فإذا وعد وعدا وأقسم عليه صار وعدا مؤكدا واجب الوفاء .

قال ابن القيم رحمه الله :" وإخلاف الوعد مما فطر الله العباد على ذمه واستقباحه ، وما رآه المؤمنون قبيحاً فهو عند الله قبيح " انتهى من " إغاثة اللهفان " (2/ 47) .

واختلف العلماء في " الوفاء بالوعد " : هل هو واجب مطلقا ، ويحرم خلفه ، أو مستحب ، ويكره خلفه .

قال النووي رحمه الله :" أجمعَ العلماءُ على أن مَن وعد إنساناً شيئاً ليس بمنهيّ عنه فينبغي أن يفي بوعده ، وهل ذلك واجبٌ ، أو مستحبّ ؟ فيه خلاف بينهم ، وذهب الشافعيُّ وأبو حنيفة والجمهورُ إلى أنه مستحبّ ، فلو تركه فاته الفضل ، وارتكب المكروه كراهة تنزيه شديدة، ولكن لا يأثم .

وذهبَ جماعةٌ إلى أنه واجب ، قال الإِمامُ أبو بكر بن العربي المالكي : أجلُّ مَن ذهبَ إلى هذا المذهب عمرُ بن عبد العزيز ، قال : وذهبتِ المالكية مذهباً ثالثاً : أنه إن ارتبط الوعدُ بسبب كقوله : تزوّج ولك كذا، أو احلف أنك لا تشتمني ولك كذا، أو نحو ذلك ، وجب الوفاء ، وإن كان وعداً مُطلقاً، لم يجب.


التهاون بالمواعيد


من الآداب الاجتماعية المؤثرة في المجتمع أدب الوفاء بالمواعيد المضروبة وعدم التخلف عنها إلا بعذر قاهر صحيح مقبول، حتى يطمئن الناس بعضهم إلى بعض، ويثق بعضهم بوعد البعض الآخر، وكلامه، وميثاقه وعهده، والتزامه الذي التزمه، والوعد المضروب الذي ارتضاه وقبله.

وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبياً كريماً بالصدق في الوعد، والالتزام به، فقال-سبحانه-:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} مريم:54، قال الإمام القرطبي- رحمه الله- عند هذه الآية: "صدق الوعد من خلق النبيين والمرسلين، وضده-وهو الخلف-مذموم، وذلك من أخلاق الفاسقين والمنافقين .

ومما جاء في الأحاديث يفيد أهمية الوفاء بالوعد والصدق فيه ما جاء في حديث هرقل المشهور لما قال لأبي سفيان:" سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت أنه أمركم بالصلاة، والصدق, والعفاف، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، قال: وهذه صفة نبي"4 فالوفاء بالوعد والعهد من صفة الأنبياء، ومن صفة أتباعهم ومن جرى على سنتهم.



أمثلة من وفاء السلف في مواعيدهم:



كان السلف الصالح-رضوان الله عليهم- يحرصون كل الحرص على إنجاز ما يوعدون به, فهذا ابن مسعود –رضي الله عنه-كان يقول أصحابه أنه إذا وعد فقال: إن شاء الله لم يخلف".
 وهذا محمد بن سيرين-رحمه الله تعالى-يواعده ابن عبد ربه القَصَّاب فيقول: "واعدت محمد بن سيرين أن أشتري له أضاحي فنسيت موعده لشغل ثم ذكرت بعدُ، فأتيته قريباً من نصف النهار، وإذا محمد ينتظرني ، فسلمت عليه فرفع رأسه فقال: أما أنه قد يقبل أهون ذنب منك، فقلت: شُغِلتُ، وعنفني أصحابي في المجيء إليك وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة، فقال: لو لم تجئ حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو الحاجة لا بد منها"ولا ريب أن صنيعه هذا-رحمه الله تعالى- يدل على حرصه الشديد على الوفاء بوعده وإعذار الآخرين المتأخرين.



يقول أبو تمام:


إذا قلت في شيء : نعم فأتمه *** فإن نعم دَين على الحرِّ واجب

وإلا فقل : لا تسترح وترح بها *** لئلا يقول الناس : إنك كاذب



ويقول العقيلي في هذا المعنى:

ابدأ بقولك لا من قبل قول نعم *** يا صاح بعد نعم ما أقبح العللا

واعلم بأن نعم إن قالها أحد *** عند المواعيد لم يترك له جدلا




الآثار المترتبة على إخلاف المواعيد:


1/عدم الاعتماد على من يتخلف عن موعده وعيب صنيعه: وهذا أمر خطير إذا انتشر بين الناس أن فلاناً ليس بجادّ، ولا هو ممن يعتمد عليه، ولا ينبغي الالتزام معه بموعد مضروب، إذ نتيجة ذلك أن يعرض الناس عن هذا الشخص فلا يشارك في أمر ذي بال.

2/ عدم الثقة بما يُضرب من مواعيد: وهذه مشكلة شائعة، إذ ينتشر بين الناس ألاَّ سبيل إلى الحضور في الموعد المضروب فإذا لم يكن الموعد في الثامنة فلا بأس أن يكون في التاسعة أو العاشرة.

3/ تفلت الجادين من الالتزام بمواعيد العابثين: فإذا رأى الشخص الجاد أن المجموعة التي التزمت بالموعد قد اعتادت أن تتخلف عنه وألا تعيره الاهتمام اللائق، فإنه قد ينصرف عن الالتزام معهم في أي موعد يضربونه، بل قد يعتذر عن عدم حضوره واستمراره مع تلك المجموعة، فإذا انسحب الشخص الجاد وبقي الضعاف، فهل يُرجى لهذا العمل أي تقدم وإنتاج؟! وهل يُعقل أن يبقى شخص جاد مع أولئك العابثين اللاهين؟!.

4/ تعطل إنجاز الأعمال: فإذا انتشر في الناس التخلف عن المواعيد أو التأخر عنها فإن ذلك يؤدي في المنظور المتوسط والبعيد إلى تعطيل إنجاز أعمال كثيرة، أو التأخر في إنجازها تأخراً يُعد أخاً للتعطيل، وينبني على ذلك عدم الوفاء بكل ما أريد تنفيذه من خطط وأهداف، وفي ذلك خسارة كبيرة للجهود وتضييع للأعمال.

5/ اتصاف هذا الشخص أو ذاك بأنه كذاب وأنه يخلف الوعود .. وهذه صفة من صفات المنافقين.



العلاج:


المصارحة وعدم المواربة والمجاملة والمداهنة: فإن مواجهة أولئك الذين يضيعون أوقات الآخرين، ولا يأبهون لأمر حتمٍ لازمٍ، لا تنفع معهم المواربة والمجاملة، ولا يليق فيه إلا المصارحة وعدم المداهنة.

الكلمات المفتاحية

التهاون بالمواعيد الالتزام بالمواعيد سنة نبوية سلوكيات أفقدتنا الثقة في أنفسنا

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled في بعض الأحيان نفعل بأنفسنا الأفاعيل، لدرجة أننا ننتقم من أصدقائنا وأحبائنا، بل من أنفسنا بالضرورة، نتيجة الكذب في المواعيد، حتى بات من السخرية أن نجد