تبين د .مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان شهر رمضان الكريم يأتي دائماً بكل الخير لما به من نفحات وعطايا ربّانية عظيمة. فنجد أن أمره لنا سبحانه وتعالي بالصيام عن الطعام والشراب وكل ما هو محرّمٌ من قول أو عمل، فيه تربية ربانية كريمة هدفها تهذيب الإنسان وتحريره ممّا أدمن من أشياء غير نافعة.
تضيف: لهذا فإن الفائز الحقيقي هو من عظّم شعائر الله ووقف مع نفسه وقفة يصارحها فيها بعيوبها ومشاكلها دون الانزلاق إلي حدّ جلد الذات، وإنما يركّز علي أن يكون هدف هذه الوقفة هو تعديل المسار والاستغفار والتوبة والبعد عن كل شئ يغضب الله عز وجل والتقرب إليه بكل ما يحب ويرضي.
وتوضح: وقد جعل الله سبحانه وتعالي لنا في رمضان فرصة أن نصحح من أنفسنا ونتقرب منه بالطريقة التي يجب أن نكون عليها طوال العام. فإلي الأخت السائلة: لا تحدثي نفسك بأنك منافقة وإنما اعترفي بتقصيرك في قراءة القرآن واتخذي قراراً جادّاً في تصحيح ذلك بعد انقضاء الشهر الفضيل عازمةً علي عدم العودة لهذا التقصير مطلقاً.
وتذكر ان النفس البشرية تستجيب للتشجيع الداخلي والخارجي. أما إذا انهلت علي نفسك وقلبك باللوم والانتقاد، فلن تصل إلي شيء سوى المزيد من الحزن والبعد عن الله – وهذا هو ما يريده الشيطان الرجيم: "الشيطان يعدكم الفقر". فلا تستسلمي لتلك السلبية وإنما استشعري إنسانيتك وضعفك وابدأي صفحة جديدة مع نفسك ومع الله سبحانه وتعالي علي يقين بأنه سيقبلك وسيفرح بتوبتك.