تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان الزواج ا البعض يعتقد أن العند ينتقل عبر الأجيال عن طريق الجينات أو أنه مجرد طبع يولد به الإنسان. ولكن هذا الكلام غير صحيح حيث أكد الأخصائيون أن العند ما هو إلا سلوك مكتسب، يلجأ إليه الأطفال لعدة أسباب نسردها بعد قليل.
وتضيف : لعل السبب الرئيسي في انزعاج الأهل من هذا السلوك هو عدم القدرة على احتوائه، حيث نجدهم يستنزفون أنفسهم في محاولات شتي لتقويم الطفل وتشجيعه علي التعاون مع توجيهاتهم، ولكن دون جدوى. وذلك لأن هذا الأسلوب يتعامل مع ظاهر المشكلة فقط، في حين أن التخلص من مشكلة العند لابد أن يتم من خلال فهم دقيق لأسباب ظهوره والتعرف على احتياجات الطفل الخاصة به وأفضل طرق الاستجابة لها بالإضافة إلى التعرف على أفضل سبل التقويم الإيجابي.
وحسب الأبحاث والدراسات الخاصة بنفسية الأطفال، نجد أن الأطفال تلجأ إلى العند بدءاً من سن الثانية وذلك في محاولة مستميتة لاكتشاف العالم من حولهم رغم الصعاب. فنجد الطفل يقاوم كافة المعوقات حتى يتمكن من الوصول إلى شيء أو إلى مكان معين. وقد يري الطفل أن الأب والأم من أكبر المعوقات أمامه حيث يمنعونه من أشياء معينة حفاظاً عليه من الخطر. ولأنه ليس لديه القدرة الجسمانية الكافية لمقاومتهم، فيلجأ للصراخ وغيره من الأساليب المزعجة والملفتة للانتباه. وفي مثل هذه المواقف، يعتبر رد فعل الأهل من العوامل الأساسية التي بمقدورها الإنهاء على هذا السلوك أو بقاؤه، بل وتصعيده مع مرور المواقف.
وتضيف ان من أسباب لجوء الأطفال في أعمار أكبر من عامين للعند مع الأهل هو تحكم الأهل الزائد بهم وبحياتهم وبتفاصيلها، فلا يشعر الطفل أن هناك من يعتني برأيه ويهتم بمشاعره ويحترم رغباته. فالإجبار والأوامر المتتابعة على مسامع الطفل قد تقذف في قلبه الرغبة في التمرد والمقاومة.
وتوضح ان العند يأخذ شكله النهائي مع الأطفال في سن المراهقة، حيث يصبح سلوكاً مخيفاً، يقف الأهل أمامه مكتوفي الأيدي فينفعلون مرة ويستسلموا مرة أخري. وفي الحالتين، فإن الابن أو الابنة يضيعون من بين أيديهم فرصة القرب ومتعة الصداقة مع الأهل. فكلما زادوا في العند ابتعدوا عن حضن الأم والأب اللذان لا يريدان لهم إلا الخير وأن يساعدوهم ويرشدوهم إلي حياة سوية.
وتؤكد أنه مازال الوقت متاحاً لإنقاذ الموقف وذلك عن طريق اتباع بعض الأساليب البسيطة التي لها آثار كبيرة في سد الفجوة بين الأهل والأبناء والقضاء على العند الذي يقطع كل حلقات التواصل الإيجابي والفعال.
أولاً: على الأهل الحفاظ على الهدوء البالغ والامتناع عن التوتر والعصبية.
ثانياً: إعطاء الأبناء مساحة آمنة للتعبير عن آرائهم.
ثالثاً: إبداء رغبة في الاستماع إلي الأبناء والأخذ بمشورتهم في بعض الأمور.
رابعاً: على الأهل بذل الجهد في التركيز على تحبيب الأبناء في التعاون مع توجيهاتهم دون إجبار أو فرض سيطرة، ولكن عن طريق التأثير الإيجابي عليهم، من خلال أن يصنع الأب والأم من أنفسهم قدوة مشجعة على الاقتداء بها.
رابعاً: على الأهل إعطاء الأطفال مساحة تناسب سنهم لاكتشاف العالم وارتكاب الأخطاء.
خامساً: التسامح مع الأبناء في حال ارتكاب الخطأ، على أن يكون التقويم إيجابي، بعيداً عن العقاب الجسدي أو النفسي. بل وتشجيعهم على تصحيح أخطائهم بأنفسهم. هذا التركيز على تصويب الخطأ أفضل من التركيز على إعطاء الطفل درساً أو محاضرة في ضرورة الابتعاد عن الأخطاء. فالأخطاء جزء ضروري من الحياة لا يجوز تفاديه أو الاستغناء عنه، بل يجب أن نتعامل مع الأخطاء بشكل جديد وأن نراها فرص حقيقية للتعلم.
وأخيراً تنصح الأخت السائلة بأن تبتعد تماماً عن ضرب الابن لأنه ليس من شيم الإيمان والإحسان. فلم يرد عن سيدنا محمد (ص) أنه ضرب طفلاً أو امرأة قط. فعليك الاقتداء برسولنا الكريم واتباع هديه وسنته في التعامل مع الناس وخاصة الأطفال والشباب لأنهم كنز الأمة الذي يجب أن تكون نفسيته في أحسن حال. استعيني يا أختاه بالله واطلبي منه العون والمساعدة أن يرزقك النية الصادقة في تربية ابنك على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالي عنه وعنك.