تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية ان على الأبناء أن يؤمنوا إيماناً شديداً بأن والداهم يتمنون لهم الأفضل دائماً وهم يشعرون بمسئولية كبيرة تجاه مستقبلكم ويريدون أن يشجعوكم ويدفعوكم نحو النجاح دفعاً قوياً.
وتضيف: أحياناً بسبب تلك الرغبة القوية في الاطمئنان عليكم، قد يجانبهم الصواب في الأسلوب المتبع أثناء التوجيه والإرشاد. فقد يتحدثون معكم باللطف واللين تارة، وقد يوبخونكم تارة أخري.
وتوضح انه ومع كامل اعترافي وإقراري بأن التوبيخ والانتقاد السلبي يضعا في النفس شيئاً يبعث على الخجل والغضب والحرج وغيرها من المشاعر السلبية التي تشغلنا عن المقصد الحقيقي من تلك النصيحة المغلفة بشيء من الإهانة والتقليل من الشأن.
وبهذا أوجه نصيحتي للأخت السائلة بأن عليك أن تقرّي لنفسك أولاً بأن طريقة والدك في تشجيعك هي ليست الأفضل وأنه من حقك أن تشعري بالألم بسببه. إذا سنحت لك الفرصة، أشجعك أن تتحدثي معه، فالآباء يفرحون بتقرب الأبناء ويتشجعون لفتح المجال لحوار هادئ راق من شأنه إحياء الود في علاقتك به. فكما قال الله تعالي في كتابه الكريم في سورة الأحقاف: "وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا" وفي سورة الإسراء: "فلا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلاً كَرِیماً". فأنت إذا فعلت ذلك، فقد أعطيت لنفسك ولوالدك فرصة التصالح بعد أن تخبريه بحقيقة مشاعرك تجاه أسلوبه الذي يؤذيكي فقد يستجيب ويغيّر من طريقة حواره. ولكن عليك في الوقت نفسه أن تريه منك اجتهاداً والتزاماً تجاه دروسك حتي تكتسبي ثقته واحترامه.