أخواته يتدخلن فى أموري بكل بجاحة بعد وفاته.. أشعر أن حياتى الشخصية أصبحت بلا خصوصية.. ماذا أفعل؟
بقلم |
فريق التحرير |
الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 09:58 م
أخواته يتدخلن فى أموري بكل بجاحة بعد وفاته.. أشعر أن حياتى الشخصية أصبحت بلا خصوصية.. ماذا أفعل؟
تبين د. مروة عبد الحميد استشاري العلاقات الاسرية والتربوية انه بالتأكيد فقد الزوج يعد ابتلاء شديداً وله طائلة نفسية بالغة علي الزوجة والأولاد إن وجد. وبسبب هذا الفقد تدخل الأسرة في مرحلة حياتية جديدة حيث تجد نفسها في مواجهة الحياة بكل أحداثها وعليها أن تواجهها بصبر وثبات وإصرار علي النجاح.
وتضيف أن وهذه مسئولية لو تعلمون عظيمة لأنه ليس بالهيّن علي الأم أن تواجه هذا التحدي وحدها. فالأم في الأساس مسئوليتها الأولي هي تربية الأولاد ثم رعاية المنزل وتهيئة الجو النفسي الهادئ المناسب للأسرة. كما أن الله فطرها أن تفعل ذلك دون تكبّد مسئولية جلب المال والإنفاق، ولكنها إن فعلت ذلك باختيارها يكون فضلاً منها. وتوضح انه في مثل هذه الحالة وهي وفاة الزوج في منتصف رحلة الحياة، يلقي علي المرأة عبئاً جديداً إلي جانب مسئوليتها الأساسية وهي أن تعوض أبنائها عن افتقاد الأب ومتابعة شئونهم المالية والتأكد من تأمين مستقبلهم، وقد تضطر أحياناً إلي الخروج للعمل حتي تستمر الحياة. تلك الأم بالتأكيد لها مكانة عظيمة عند الله إن صبرت وتوكلت عليه الواحد القهار. ولكن لا يمكننا أبداً أن نغفل أن المرأة لم تفطر جسمانياً ولا ذهنياً علي تحمل هذه المسئولية الكبيرة وحدها. إن تحملتها وحدها نجحت ولكن دفعت الثمن غالياً من صحتها ونفسيتها. وإن شاركت تلك المسئولية مع الآخرين، يهدأ قلبها وتطمئن روحها لمجرد إحساسها بأنها ليست وحدها في مهب الريح. ولعل هذه النقطة هي من الأسباب التي وضعت أهمية كبيرة لصلة الأرحام في ديننا الحنيف. فالله سبحانه وتعالي أوصانا بصلة الرحم وبلّغنا بأنه يصل من يصلها ويقطع من يقطعها.
وبهذا أوجه نصيحتي للأخت السائلة بأنه من المحتمل أن تدخل أخوات زوجك الراحل في حياتك جاء بدافع صلة الرحم والاحتواء الشديد لك ولأولادك لعلمهم بمشقة الحياة عليكم. فعليك أن تحاولي التفكر في الأمر من زاوية جديدة تساعدك في تقبلهم كشركاء ملاصقين لكي في رحلة الحياة المستقبلية. فكم من الأرامل يتمنون لو أن عائلاتهم تهتم بهم مثل ذلك الاهتمام لأنهم يشعرون بالوحدة بعد أن أنهكتهم الحياة. ولا مانع من أن ترسمي بعض الحدود الشخصية لحياتك حتى لا تشعري منهم بأي انتهاك لخصوصيتك. وأنصحك أن تتحدثي معهم بكل أريحية وصراحة دون خجل مع الالتزام بأسلوب حواري راقي من شأنه الحفاظ علي الروابط الأسرية المقدسة التي تجمعكم فلا تجرحي مشاعرهم ولا يضيق صدرك بمساعدتهم.