القرآن الكريم هو دستور الأمة بل دستور للبشرية كلها ففيه نبأ السابقين ودليل الصالحين ووعيد للطالحين أنزله الله تعالى القرآن لا ليعلق في المنازل ويقرأ في المآتم ولا ليتبرك به ويدفع به الشر حين يعلقه البعض في سياراتهم ومكاتبهم.. ولا ليتاجر به اخلق على الخلق بل أنزله لغاية عظيمة وهي التدبر والاتعاظ والعمل بما فيه.
الغاية من نزول القرآن:
وهذه الغاية هي التدبر فيه تلاوة ومن ثم تطبيقا عمليا في حياة الناس وواقعهم، قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب)أي ليتدبر الناس آياته فاستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها.
والتدبر كما يعلق الشيخ السعدي على هذه الآية: فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال.
فضل تلاوة القرآن:
ولتلاوة القرآن فضل كبير ولها ثواب عظيم ولقد فصل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفضل في حديث وبيان أمثلة لكل قارئ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلا رِيحَ لَهَا).
هداية القرآن:
والقرآن كتاب معجز يهدي الله به من أراد الهدية وأخذ بأسبابها، قال الله تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"، فمن يقرأ القرآن وهو متعلق بأستاره راغب في استبيان واستطلاع آياته واحكامه يهديه هذا الكتاب لطريق الخير والفلاح.. وإلا صار القرآن حجة لك لا عليك فليس كل قراء القرء على الطريق الصواب إلا من أرد به وجه الله والدار الآخرة ففي الحديث: الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ والحمدُ للهِ تَملَأُ الميزانَ وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ أو تَملَأُ ما بين السماواتِ والأرضَ والصلاةُ نورٌ والصدَقَةُ بُرهانٌ والصبرُ ضِياءٌ والقرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك كلُّ الناسِ يَغدو فبائعٌ نفسَه فمُعتِقُها أو موبِقُها.
شفاعة القرآن:
ومن ثمرات القرآن أن يشفع لأصحابه الذين يقرأونه ويعملون به ويتكلم عنهم يوم القيامة، يقول النبي ﷺ: اقرؤوا هذا القرآن، فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة ويقول ﷺ: من قرأ حرفًا من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها وكان يومًا جالسًا في أصحابه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان وادٍ في المدينة فيرجع بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا كلهم: كل واحد يحب ذلك، قال: لأن يذهب أحدكم إلى المسجد، فيعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين، وثلاث خير من ثلاث، وأربع خير من أربع، ومن أعدادهن من الإبل.
يقول النبي ﷺ: من قرأ القرآن وهو ماهرٌ فيه فهو مع السفرة الكرام البررة، ومن قرأه وهو عليه شاق ويتعتع فيه فله أجران.