مع تكرار التحذيرات من مخاطرها على الأطفال والمراهقين خصوصًا، قالت مجموعة رائدة من علماء النفس الأمريكيين، إن الأطفال بحاجة إلى "محو الأمية" فيما يتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

وأصدرت الجمعية الأمريكية لعلم النفس، 10توصيات قائمة على العلم لاستخدام الأطفال والمراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقارنت التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي بالحصول على رخصة قيادة، حيث لا يمكن للمراهقين الوصول إلى الطريق دون تعلم القواعد.

قال ميتش برينشتاين، كبير مسؤولي العلوم بالجمعية: "هناك بعض الطرق التي يمكن أن تستفيد بها وسائل التواصل الاجتماعي وهناك بعض الطرق التي قد تسبب ضررًا لها".

وأشار إلى أن الباحثين معدي مؤلفي التقرير أرادوا التأكد من أن نهجهم كان متوازنًا.

هناك كفاءات نفسية معينة يجب أن يتمتع بها الأطفال قبل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقول الباحثون. وأشاروا إلى أنها مصممة وفقًا لنقاط القوة ومستوى النضج الذي يمتلكه كل طفل.

وقال التقرير إن الآباء يمكن أن يساعدوا أطفالهم على تطوير تلك الكفاءات، ويمكنهم أيضًا فحص السلوكيات الإشكالية عبر الإنترنت.

كيف يمكن للوالدين المساعدة؟

من بين المهارات التي يمكن للوالدين تعليمها للأطفال معرفة ما هو حقيقي وما هو غير موجود في هذه المنصات.

قال برينشتاين: "لدينا جميعًا ميل طبيعي لتصديق ما نراه، والإفراط في التعميم والافتراض أن ما نراه ربما يمثل على الأرجح عددًا كبيرًا من الأشخاص. لدينا جميعًا ميل لمقارنة أنفسنا بالآخرين. هذه خصائص بشرية طبيعية".

وأضاف: "عندما فعلنا ذلك في العالم غير المتصل بالإنترنت وكان يقتصر على قدر معين من الوقت وفقط في سياقات معينة، كنا قادرين على التعامل مع ذلك بشكل أفضل".

وأوضح برينشتاين أن الوصول إلى هذا على مدار الساعة مع كل هذه المفاهيم الخاطئة والمقارنات الاجتماعية يمكن أن يكون مقلقًا للصحة النفسية للأطفال.

ونصج بأنه "يجب إبلاغ الأطفال صراحةً وبشكل متكرر، وبطرق مناسبة للعمر، بالطريقة التي قد تؤدي بها سلوكياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى بيانات يمكن استخدامها أو تخزينها أو مشاركتها مع الآخرين، على سبيل المثال، لأغراض تجارية "وأغراض أخرى".

وتشدد الجمعية الأمريكية لعلم النفس على أن بعضًا من هذا هو مسؤولية مصممي التكنولوجيا أو المشرعين.

قال برينشتاين: "المنصة المصممة لإعطاء نفس التجربة بالضبط لطفل يبلغ من العمر 8 أعوام مقابل (مسن) 80 عامًا لا تولي اهتمامًا لما نعرفه عن تطور الأطفال ونقاط الضعف الفريدة لدى الأطفال".

وتم تجميع المبادئ التوجيهية من مجموعة من المقتطفات في أنواع مختلفة من الصحة العقلية للأطفال، بدءًا من علماء نفس الأطفال السريريين إلى علماء النفس في المدارس.

وأشار التقرير إلى ضرورة الاستثمار الكبير في البحث، ويجب أن يشمل الوصول إلى البيانات من شركات التكنولوجيا.

وفي حين أن المنصات يمكن أن تدفع الشخص إلى الاهتمام بالأرقام، وليس لتطوير علاقات إيجابية، فهي ليست كلها سيئة.

ولفت برينشتاين إلى أن الأبحاث تظهر أيضًا أن الأطفال من المرجح أن يكون لديهم صداقات متنوعة عبر الإنترنت أكثر من كونها شخصية لأن المجتمعات لا تزال منفصلة.

ومع ذلك، حذر من أن هناك أشخاصًا يعلّمون الأطفال إيذاء أنفسهم وإخفاء ذلك عن والديهم.

قال برينشتاين: "أعتقد أنه من المهم للآباء أن يدركوا أنه بدون المراقبة هناك فرصة جيدة لأن يختبر الأطفال هذا. وإذا فعلوا ذلك، فقد يكون لديهم الكثير من الأسئلة. وبالمثل، يتعرض الكثير من الأطفال للكراهية عبر الإنترنت وهناك أبحاث تُظهر أن هذا ضار ليس فقط للضحايا، ولكن لأي شخص يراه".

نصائح للآباء

وقدم التقرير، نصائح للآباء تتمثل في أنهم:

-يجب أن يكونوا متيقظين لعلامات تدل على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يتعارض مع الحياة اليومية أو النوم.

-يجب عليهم مراقبة استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي في مرحلة المراهقة المبكرة، من سن 10 إلى 14 عامًا، وزيادة الاستقلالية مع تقدمهم في العمر.

-أن تكون المراقبة متوازنة مع حاجة الشباب المناسبة للخصوصية.