أخبار

هل يجوز للمحدث حمل المصحف ولو بحائل؟

يساعد على إنقاص الوزن.. 3 فوائد لتناول شاي البابونج

بشرى لمرضى ارتفاع ضغط الدم.. حبة واحدة تنقذ الملايين حول العالم

استعن على عجزك وبلائك بالصبر والصلاة

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟

لو عايز ربنا يقف جنبك وينجيك من الظلم والمخاطر.. الزم هذا الذكر

المعوذتان خير رقية .. تعرف على سبب نزولهما

استحضر قبلك.. تنفيسات إيمانية عند نزول المصيبة

"وهموا بما لم ينالوا".. منافقون دبروا مكيدة للنبي ففضحهم القرآن

احرص على هذه الأدعية تحصن نفسك وتحفظها من السحر

الشيخ الشحات أنور.. صوت أحبه الشعراوي

بقلم | عاصم إسماعيل | الجمعة 13 يناير 2023 - 11:20 ص
تستطيع أن تميز صوته من بين مئات الأصوات، فهو لون مختلف، صوت غير تقليدي، استطاع خلال فترة وجيزة أن يكّون لنفسه شخصية قوية ساعده على ذلك ما أودعه الله إيّاه من عزة النفس، وكان الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي ممن يحبون الاستماع إلى قراءته.

ولد القارىء الشيخ الشحات محمد أنور في مطلع يوليو 1950 بقرية كفر الوزير بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وبعد تسعين يومًا من مولده توفى والده، فتعهده خاله وحفظه القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره ورعاه طوال مراحل تعليمه.

ولما بلغ العاشرة ذهب به خاله إلى إحدى القرى المجاورة وهي قرية "كفر المقدام" ليجود القرآن على يد الشيخ علي سيد أحمد "الفرارجي" الذي أولاه رعاية واهتمامًا خاصًا، لأنه لديه الموهبة التي تؤهله لأن يكون واحدًا من أشهر قراء القرآن في مصر والعالم كله.

يقول الشيخ أنور: "في تلك الفترة كنت سعيدًا بحفظ القرآن سعادة لا توصف, وخاصة أثناء تجويدي للقرآن بعد ما أتممت حفظه.. ولأن صوتي كان جميلاً، وأدائي للقرآن يشبه أداء كبار القراء، تميزت على أقراني وعرفت بينهم بالشيخ الصغير، وهذا كان يسعدهم جميعًا وكان زملائي بالكتّاب ينتهزون أي فرصة ينشغل فيها الشيخ عنا ويطلبون مني أن أتلو عليهم بعض الآيات بالتجويد ويشجعونني وكأنني قارىء كبير".

يضيف: "ذات مرة سمعني الشيخ من بعيد فوقف ينصت إليّ حتى انتهيت من التلاوة فزاد اهتمامه بي فكان يركز عليّ دون الزملاء لأنه توقع لي أن أكون ذا مستقبل كبير على حد قوله رحمه الله".


تحمله المسؤولية مبكرًا


وبعدما صار شابًا، أصبح مطالبًا بأن يعول نفسه ووالدته وجدته بعد وفاة خاله الذي كان يعول الأسرة، "فكنت لما أسمع أن أحد كبار العائلات توفي وتم استدعاء أحد مشاهير القراء لإحياء ليلة المأتم كنت أذهب وأنا طفل في الثانية عشرة وحتى الخامسة عشرة، إلى مكان العزاء لأستمع إلى القرآن وأتعلم من القارىء وأعيش جو المناسبة حتى أكون مثل هؤلاء المشاهير إذا ما دعيت لمثل هذه المناسبة".

وبدأ بتلبية الدعوات التي انهالت عليه من كل مكان وهو ابن الخامسة عشرة فقرأ القرآن في كل قرى الوجه البحري بأجر بسيط آنذاك لا يتعدى ثلاثة أرباع الجنيه، إذ كانت السهرة بمركز ميت غمر تحتاج إلى سيارة، وقد تصل إلى 7 جنيهات إذا لزم تأجير سيارة مهما يكن نوعها. فكان يعود من السهرة بما تبقى معه من الأجر ليسلمه إلى جدته ووالدته فتنهال عليه الدعوات مما يشجعه على تحمل الصعاب في سبيل التطلع إلى إلى حياة كريمة شريفة يتوجها بتاج.

وذات يوم ذهب ليقرأ مجاملة بمأتم خال القارىء الشيخ محمد أحمد شبيب بقرية دنديط المجاورة لكفر الوزير مباشرة، ولم يكن يتوقع أن ينال إعجاب الجمهور من الحاضرين بصورة لافتة للأنظار وخاصة الحاج محمد أبوإسماعيل معلّم القرآن بالمنطقة، وكان التوفيق حليفه والفتوح الرباني ملازمه بقوة.

وكان أحد الحاضرين خاله الشيخ محمد عبدالباقي والذي كان مقيمًا بمدينة بورسعيد وأبناؤه موجودون بها حتى الآن، فلما رأى إعجاب الناس الشديد به فرح جدًا، وأحضر له زيًا كاملاً من جملة ما عنده وقام بضبط الزي على مقاسه لأنه كان أطول منه قليلاً، وقام بلف العمامة البيضاء "الشال" على الطربوش وقال له بحنان الخال العامر قلبه بالقرآن.. "مبسوط يا شحات أنت كده أصبحت شيخًا كبيرًا"، وضحك الجميع وتمنوا أن يكون أحد كبار ومشاهير القراء.


الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم


في السبعينات من القرن الماضى، وجّه المستشار حسن الحفناوي رئيس مركز مدينة ميت غمر، دعوة إلى الشيخ أنور، لإحياء إحدى المناسبات الدينية التي كان سيحضرها الراحل الدكتور كامل البوهي أول رئيس لإذاعة القرآن الكريم، فكانت هذه بمثابة الفرصة الذهبية له كى يسمعه.

يقول عن هذه الواقعة: "وكان لي صديق موظف بمجلس مدينة ميت غمر فقال لي رئيس المركز يدعوك لافتتاح احتفال ديني سيحضره كبار المسئولين ورئيس إذاعة القرآن والحفل سيقام بمسجد الزنفلي بمدينة ميت غمر فقبلت الدعوة وذهبت لافتتاح الحفل وسمعني المرحوم د. البوهي وقال لي لماذا لم تتقدم لتكون قارئًا بالإذاعة وأنت صاحب مثل هذه الموهبة والإمكانات وشجعني على الالتحاق بالإذاعة فتقدمت بطلب وجاءني خطاب للاختبار عام 1976".

لكن اللجنة قررت تأجيل قبوله لحين دارسة التلوين النغمي وبالفعل ظل الشيخ يدرس مدة عامين إلى أن تقدم مرة أخرى للإذاعة عام 1979، وتم اعتماده قارئًا بالإذاعة، وسجل القرآن الكريم مرتلاً، وأجازه مجمع البحوث الإسلامية.

نجح الشيخ الشحات في الاستقلال بنفسه وجعل له مدرسة في فن التلاوة وحسن الأداء. وأصبح يوم 16 ديسمبر 1979 يومًا لا ينسى في حياته وفي ذكريات عشاق صوته، إذ وصل فيه صوته إلى كل أقطار الدنيا عن طريق الإذاعة أثناء قراءة قرآن الفجر على الهواء، وبعد ذلك اليوم أصبح حديث الناس جميعًا وخاصة مشاهير القراء .. وذات يوم قابله الشيخ محمود علي البنا وهنأه على حسن أدائه وجمال صوته ونصحه بالحفاظ صوته لأنه سيكون أحد مشاهير القراء البارزين.
فى عام 1980 سافر الشيخ الشحات محمد أنور إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وتربع على الساحة بعدها لسنوات مع أعلام القراء، واستطاع أن يحقق شهرة واسعة، وكان قرآن الفجر عبر موجات الإذاعة هو البوابة الرئيسية التي دخل منها إلى قلوب الملايين من المستمعين بلا اقتحام وبلا تسلق ساعده على ذلك بقاؤه بمصر خلال شهر رمضان لمدة خمس سنوات بعد التحاقه بالإذاعة، ولأن قرآن الفجر آنذاك كان مسموعًا جدًا لأن شهر رمضان كان يأتي في فصل الصيف خلال تلك الفترة وكان الناس جميعًا يسهرون حتى مطلع الفجر.

30 جوابًا في القراءة الواحدة


وكان القارىء الموهوب يقرأ أربع مرات في شهر رمضان على الهواء في الفجر وأربع مرات في سرادق قصر عابدين بانتظام مما جعل جماهيره وعشاق صوته يتوافدون من كل المحافظات ليستمعوا إليه ثقة منهم في قدراته وإمكاناته التي تمكنه وتساعده على إشباع شوقهم بما لا يقل عن ثلاثين جوابًا أثناء التلاوة الواحدة وأحيانًا يصل جواب الجواب إلى أكثر من عشر مرات باتقان وتجديد والتزام شهد به المتخصصون في علوم القرآن.

في عام 1994 قرأ القرآن فى الاحتفال بالمولد النبوى الذى أقيم بالإسكندرية وحضره رئيس الجمهورية، وفي عام 2001 فاز بالمركز الأول فى مسابقة الملك فيصل الدولية حيث تفوق على قراء العالم الإسلامى، وانضم إلى نقابة القراء وشارك فى إحياء ليالى شهر رمضان بلبنان وإيران.

وكان يسافر مرات مكلفًا ومبعوثًا من قبل وزارة الأوقاف، ومرات بدعوات خاصة فتعلق به الملايين من محبي سماع القرآن خارج مصر في المركز الإسلامي بلندن ولوس أنجلوس والأرجنتين واسبانيا والنمسا وفرنسا والبرازيل ودول الخليج العربي ونيجيريا وتنزانيا والمالديف وجزر القمر وزائير والكاميرون وكثير من دول آسيا.

قام الشيخ أنور ببناء مسجد على مساحة 300 متر أسفل منزله الكائن بكفر الوزير وأطلق عليه مسجد (التقوى) واختار هاشم مرسى إمامًا للمسجد حيث كان زعيمًا لمجموعة من رفقاء السوء ولكن الله تعالى هداه إلى التوبة وحفظ القرآن الكريم.

وراثة أبناء الشيخ أنور لموهبته القرآنية


الشيخ الشحات أنور تزوج من ابنة عمه السيدة نعمات محمد كمال ورزقهما الله بـ 9 من الأبناء ورث منهم اثنان حسن التلاوة، الشيخ محمود والشيخ أنور، ابنته نجلاء حاصلة على بكالوريوس الزراعة، وأمينة حاصلة علي بكالوريوس التجارة، وحسنات حاصلة على بكالوريوس التجارة أيضًا، وأنور حاصل على ليسانس اللغة العربية جامعة الأزهر، وقد حفظ القرآن الكريم ومحمد وهو حاصل على ليسانس الشريعة والقانون جامعة الأزهر، وقد حفظ القرآن الكريم، وفي عام 1999 قرأ في الاحتفال الذي أقيم لليلة القدر والذي حضره رئيس الجمهورية، ومحمود وهو حاصل على ليسانس الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر وقد حفظ القرآن الكريم وانضم إلى نقابة القراء، وفي عام 1997 قرأ القرآن الكريم فى الاحتفال بليلة القدر والذى حضره رئيس الجمهورية وقرأ أيضًا فى احتفال عام 2001. ومن أبناء الشيخ أنور أيضًا كريمة وأسماء وضحى.


يقول نجله الشيخ محمود: كان والدى حريصًا على تحفيظى وأخوتى "6 بنات و3 ذكور"، القرآن الكريم، وكان يحفظنا بنفسه، وبفضل الله أتممت حفظ القرآن الكريم كاملًا، وأنا فى سن الـ 10 سنوات".

ويضيف: "من حسن حظى، أن والدى الشيخ الشحات محمد أنور، فكان القرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار فى منزلنا، فمنذ صغرى كنت وشقيقي أنور وهو قارئ الآن ومعتمد فى الإذاعة منذ عام 2004، قبل وفاة والدي بأربع سنوات، وكنا نحب الاستماع لوالدنا ونقلده فى أحيان كثيرة، وبدأت تجويد القرآن فعليا وأنا فى سن الرابعة عشر".

ويؤكد نجل الشيخ الراحل، أن والده كان على علاقة قوية بالشيخ محمد متولى الشعراوى، قائلاً: "كانت تجمع والدي والشيخ الشعراوىي صداقة وود فيما بينهما، فقد كان يحب الشيخ الشعراوي الاستماع للقرآن الكريم من والدي في مسجد والدي بقريتنا وكان والدي أيضًا يقرأ في مسجد الشعراوي في دقاقدوس التي لا تبعد كثيرًا عن قريتنا".


الكلمات المفتاحية

الشيخ الشحات أنور الشيخ الشعراوي مشاهير القراء إذاعة القرآن الكريم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تستطيع أن تميز صوته من بين مئات الأصوات، فهو لون مختلف، صوت غير تقليدي، استطاع خلال فترة وجيزة أن يكّون لنفسه شخصية قوية ساعده على ذلك ما أودعه الله إ