يُنظر إلى الأنانية عمومًا على أنها صفة سيئة جدًا في الإنسان ضمن مجموعة من الصفات الأخرى، مثل الجشع والخيانة والنرجسية وما شابه، لكن في المشهد الاجتماعي سريع الخطى والمطالب الكثيرة التي قد تثقل كاهل البعض، يعاني الكثيرون من للتوتر والإرهاق وحتى نفاد الأموال في سعيهم لإرضاء الجميع.

غير أن الخبراء كشفوا كيف يمكن أن توفر "الأنانية الصحية" في الواقع إطارًا إيجابيًا للكثيرين.

وفي إشارة إلى الأنانية الصحية، قالت ديبي لونجسدال، أخصائية العلاج النفسي لصحيفة "ديلي ميل"، "إنها تعمل على كيفية أداء وظيفتك في أفضل حالاتك. بمجرد القيام بذلك، يتوالى كل شيء". 

في الوقت نفسه، عرّف عالم النفس الأمريكي سكوت باري كوفمان "الأنانية الصحية" بأنها أن "تتمتع باحترام صحي لصحتك ونموك وسعادتك وسعادتك وحريتك"، مؤكدًا أن هذه الأشياء مهمة لصحتنا العقلية وحياتنا اليومية.

وقال جيس بيكر، عالم النفس، إن هناك أوقاتًا نحتاج فيها إلى أن نكون أنانيين، خاصة إذا كنا منهكين من القيام بأشياء للآخرين، إذ "قد يكون من الصحي أن تكون أنانيًا طالما أن الأمر يتطلب منك أن تقف على قدميك مرة أخرى".

ضع الحدود حولك 

أوضح سكوت، أنه من المهم وضع حدود حولك حتى لا يستغلها الناس، ومن خلال التركيز على احتياجاتك الخاصة، يمكنك مساعدة الآخرين أيضًا.

تقول ديبي: "هذا يتعلق بإحضار أفضل ما لديك إلى الطاولة - ولا يمكنك فعل ذلك بدون حدود. تعلم أن أقول لا". كل منا يعرف نقاط قوتنا وضعفنا ومستويات قدراتنا".

من المهم وضع الحدود. لأن الكثير منا يفقد حدودنا، سواء كانت مرتبطة بالوقت والمال والمكان، مما يؤدي إلى ضرر شخصي كبير.

في الوقت نفسه، قال عالم النفس المعتمد الدكتور ميج أرول، إنه بينما قد يتطلب الأمر بعض الممارسة لتطوير حدود صحية، فإنه يبدأ من خلال إدراك متى تستنزفك حالة أو علاقة أو توقع.

توقف عن قمع المشاعر

إذا قمعنا الأفكار والعواطف، فإنها تميل إلى العودة للانتقام؛ ونجد صعوبة في التفكير مع الأصدقاء والعائلة. من المهم أن تأخذ وقتًا في معالجة أفكارك وفهم كيف يمكنك التعامل معها.

دعت ديبي إلى إعادة تقييم وقتك وأولوياتك وتوضيحها في ذهنـك، لأنك بحاجة إلى التعبير عما تشعر به، ولكن ليس في خضم اللحظة، حيث يجب أن تكون قادرًا على التعبير بوضوح عما تفكر فيه والبحث عن التعاطف.

قالت: "قد تتفاجأ من أن شريكك وأحبائك لديهم نفس المشاعر، أو يرغبون في التعبير عن مشاعرهم  ويمكنك التوصل إلى حل وسط. ووقف الشعور بالذنب. لا ينبغي أن يشعر أي منا بالذنب إذا بذلنا قصارى جهدنا، بأفضل طريقة نعرفها".

أوضح جيس، أنه قد يكون من الصعب على الأشخاص الاحتفاظ بالحدود إذا لم يعرفوا ما هي، لذلك قم بتحديد احتياجاتك بوضوح.

"عندما يطلب منك الناس الكثير، يحق لك أن ترفض. أو إذا كان الأمر صعبًا للغاية، استخدم تكتيكات مثل كسب الوقت (على سبيل المثال، أحتاج إلى الرجوع إليك)، أو توجيهها إلى شخص آخر يمكنه المساعدة بدلاً من ذلك".

لا تعتمد على الآخرين من أجل سعادتك

في النهاية، أنت بحاجة إلى أن تكون مسؤولاً عن سعادتك، وعندما تزداد الضغوط من الآخرين عليك أن تتراجع.  

قالت ديبي: "تعلم الاستمتاع بالوقت بمفردك هو أحد أهم الدروس التي يمكننا تعلمها. قد تجد هذا الوقت عندما تتجول في متجر، أو في مقهى، أو في حديقتك.

قد يكون ذلك أثناء الاستماع إلى الموسيقى أو ممارسة الرياضة. ابحث عن مكانك الجميل واستمتع به، لأنه سيفيد بصحتك الجسدية والعقلية أكثر مما تتخيله.

تجنب الإسراف في الحديث عن الماضي، أو محاولة التنبؤ بالمستقبل، ويمكن أن تساعد تمارين التنفس واليقظة والتأمل في ذلك.

لذا نصحت بالتركيز على الأشياء التي تقع في نطاق سيطرتك الفورية، بالإضافة إلى الحفاظ على الروتين والبنية التي يمكن أن تساعد في تعزيز صحتك.

عندما تصبح منشغلاً بالتفكير السلبي، عليك بالوقوف مع نفسك وتجنب هذه الأفكار واستبدالها بأخرى، والأهم من ذلك، تجنب قنوات التواصل الاجتماعي.

اظهار أخبار متعلقة