بمجرد أن نرى البرص نسارع لقتله، وهي عادة ينال يؤجر عليها المسلم، ذلك أن قتل البرص أمر نبوي خالص، وهو ما ظهر في عدة أحاديث.
ففي صحيح البخاري عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وقال: «وكان ينفخ على إبراهيم عليه السلام»، وفي صحيح ابن حبان أن مولاة لفاكه ابن المغيرة دخلت على عائشة رضي الله عنها فرأت في بيتها رمحاًً موضوعة، فقالت: يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا ؟ قالت: نقتل به الأوزاغ، فإن نبي الله أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه ،إلا الوزغ، فإنه كان ينفخ عليه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله.
وفي مسند أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الوزغ فويسق»، وفي المسند وصحيح مسلم عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مئة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة».
أجر قتل البرص
لكن لماذا أمرنا الإسلام بقتل البرص؟.. ذلك لأن البرص هو الدابة الوحيدة التي كانت تساعد على إشعال النار على نبي الله إبراهيم عليه السلام، في حين أن جميع الحشرات والزواحف والدواب كانوا يساعدون على إطفائها، لذا قال فيه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: أنه من الفويسقات.. أما أجر قتل البرص، فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «من قتل وزغة -بُرص- في أول ضربة كتب له مئة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة».
اقرأ أيضا:
أخي العاصي لا تمل وتيأس مهما بلغت ذنوبك وادخل إلى الله من هذا الباب.. التوبةالفواسق الخمس
وأما العلة في الأمر بقتل الأوزاغ فهو ما بينتها السنة النبوية المطهرة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ: فويسق، ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله، وفي حديث سعد رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وسماه فويسقَا.
فيما قال النووي في شرح مسلم: أما تسميته فويسقًا، فنظيره الفواسق الخمس التي تقتل في الحل والحرم، وأصل الفسق: الخروج، وهذه المذكورات خرجت عن خلق معظم الحشرات ونحوها بزيادة الضرر والأذى.