لا يوجد إنسان خال من الهموم، فلعل أكثر ما يسيطر على مشاعرنا في الأيام الحالية هو القلق، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: "أربعة تهدم الجسم: الهم والحزن، والجوع، والسهر".
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد في غير وقت صلاة فوجد رجلا جالسا فسأله عن سر وجوده، فأخذ يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم ما ألمّ به من الهم والحزن بسبب ضنك العيش، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ««قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، فإذا أنت قلت ذلك أذهب عنك وقضى الله دينك».
وقال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
لماذا يصيبنا الهمّ ؟
وقد يتساءل الإنسان عن سر الهم، ولماذا نصاب به، خاصة وأنه يشغَل الفكر والنفس، ويقعدُ بالمرءِ عن الهمم والنجاح والمضي نحو تحقيق أحلامه، كما أن الهمَّ قد يعوق المرء عن صحيح العبادةِ، ويُبعده عن كلِّ ما فيه من الخير الزيادةُ.
ولأن الهمَّ إذا استفحل قد يُودي بصاحبه إلى الهلاك والمرض، لذلك كان الهمَّ من الأمور التي استعاذ منها نبيُّنا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن )) .
اقرأ أيضا:
الامتحان الأصعب.. 3 أسئلة تحصل علمها في الدنيا لتجيب عنها في القبراعرف العلاج
ومن أبرز طرق علاج الهم البشارة دائمًا بالفرج، والثقة في موعود الله وأن الذي يبتليك لن يُضيِّعك .
فكلُّ شيء له حل عند الله عز وجل، وهو القادر والقاهر فوق عباده، علام الغيوب .
واعلم أن الدنيا ساعة ولن تطولَ، وأن العمر حتمًا زائل، وكلُّنا راحلون، والخلق أجمعون زائلون، ولن يبقى سوى مالك الملك، وطالما ان الله معك فلا يحزنك شيء.
فكم من فشل كان سببًا في نجاح وتميُّز؟، وكم من محنة كانت سببًا في مِنحة؟ و كم من مرض كان سببًا في دخول الجنة ؟ و كم من ضِيق تبِعه سَعة؟ .