أخبار

هل يجوز للمحدث حمل المصحف ولو بحائل؟

يساعد على إنقاص الوزن.. 3 فوائد لتناول شاي البابونج

بشرى لمرضى ارتفاع ضغط الدم.. حبة واحدة تنقذ الملايين حول العالم

استعن على عجزك وبلائك بالصبر والصلاة

"واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".. هل سمعت هذا المعنى من قبل؟

لو عايز ربنا يقف جنبك وينجيك من الظلم والمخاطر.. الزم هذا الذكر

المعوذتان خير رقية .. تعرف على سبب نزولهما

استحضر قبلك.. تنفيسات إيمانية عند نزول المصيبة

"وهموا بما لم ينالوا".. منافقون دبروا مكيدة للنبي ففضحهم القرآن

احرص على هذه الأدعية تحصن نفسك وتحفظها من السحر

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي.. صوت من الزمن الجميل

بقلم | عاصم إسماعيل | الجمعة 11 نوفمبر 2022 - 10:05 ص
تميز منذ صغره بصوته الخاشع في قراءة القرآن، فقد حباه الله بصوت شجي، نشأ على حب القرآن وشاب عليه، وقد رأى فيه الأهل ما جعلهم يرسلونه إلى مدينة طنطا حيث يوجد المسجد الأحمدي، من أجل أن يتعلم قواعد التجويد وأصول التلاوة.

الشيخ عبدالفتاح محمود الشعشاعي، أحد أبرز أعلام قراء القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، والذي ارتبطت أسماع المتعلقين بكتاب الله بتلاواته العطرة، وصوته الذي يحملهم إلى عالم آخر، تسبح فيه أرواحهم، وتخشع فيه أفئدتهم بذكر الله.

ولد الشيخ الشعشاعي في قرية شعشاع بالمنوفية فِي 21 مارس عام 1890، والده هو الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي، وقد حفظ القرآن الكريم على يد والده في 10 سنوات، ثم انتقل بعد ذلك إلى طنطا لتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، سافر سنة 1914 إلى القاهرة، وذلك بعدما نصحه مشايخ طنطا بالالتحاق بالجامع الأزهر، نظير ما أبداه من تميز مقارنة بأقرانه داخل المسجد الأحمدي، وهناك أكمل مسيرته في التبحر في علوم القراءات، حيث تتلمذ على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع.

ذيوع صيته 


وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت، وكانت انطلاقته الحقيقية في عالم التلاوة ومعرفة الناس به، فِي الليلة الختامية لمولد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مع أعظم وأنبغ مقرئين مصر وقتها، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدين وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبوالعينين شعيشع وغيرهما كثير.

كان للشيخ الشعشاعي طريقته الخاصة للأداء، وكانت متميزة عن باقي القراء، ومع هذا فقد كان يستمع إلى أصوات الشيخ محمد رفعت، وعلى محمود، وكان يصفهما بأنهما أساتذة وعمالقة لا يتكررون ويَعتبر أنهما أصحاب مدارس خاصة في قراءة القرآن.. وقد وصف قراءة الشيخ محمد رفعت بأنها "مدرسة انتهت بوفاة الشيخ رفعت ولن تتكرر".

عمل الشيخ كقارئ بمسجد السيدة نفيسة ومسجد السيدة زينب، كما أنه كان أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات سنة 1948، وكان ثاني مقرئًا بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها.

وعلى الرغم من أنه رفض الالتحاق بالإذاعة فِي بادئ الأمر، إلا أنه تراجع عن القرار بعد فتوى الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، شيخ الأزهر، وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه مصري .

كَوَّن الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته فيما بعد كملحن موسيقي، وسرعان ما بدأ الشيخ الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف، لكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموحه فغامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة في التلاوة، فقرأ في مأتم سعد زغلول باشا، وعدلى يكن باشا، وثروت باشا.

ومنذ عام 1930، تفرغ الشيخ الشعشاعي لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة، ومع ذلك لم ينسَ رفاقه في الدرب، فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم.

حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، وهو أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948، وسافر كذلك إلى العراق عام 1954، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958 وعام 1961.


رحلته الأولى للعراق


وعن رحلته الأولى للعراق، يقول الشيخ أبوالعنين شعيشع: "جاءتني دعوة عاجلة من السفير العراقي بالقاهرة لإحياء مأتم الملكة "عالية" بناء على رغبة من القصر الملكي الذي أرسل إلى السفارة بطلب القارىء الشيخ أبوالعينين شعيشع، والقارىء الشيخ مصطفى إسماعيل، فوافقت وبحثت عن الشيخ مصطفى إسماعيل كثيرًا فلم أجده، والوقت لا يسمح بالتأخير فاتصلت بالسفير العراقي وأخبرته بصعوبة الحصول على الشيخ مصطفى إسماعيل اليوم فقال السفير اختر قارئًا من القراء الكبار معك، فاخترت المرحوم الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، وعلى الرغم من أن العلاقة كانت مقطوعة بين البلديو وقتها، لكن فؤاد سراج الدين وزير الداخلية آنذاك سهل لنا الإجراءات وأنهينا إجراءات السفر بسرعة ووصلنا مطار بغداد وإذا بمفاجأة لم نتوقعها.. استقبال رسمي لنا بالمطار كاستقبال المعزين من الملوك والرؤساء، ولكن المفاجأة أصبحت مفاجأتين قالوا: وين الشيخ مصطفى؟ وين الشيخ مصطفى؟ فقلت لهم: إنه غير موجود بالقاهرة ولم نعرف مكانه، والوقت كان ضيقًا، فأحضرت معي فضيلة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي وهو أستاذنا ومن مشاهير قراء مصر وشيخ القراء، وفوجئت بأن وجه الشيخ تغير تمامًا وظهرت عليه علامات الغضب، لأنه كان يعتز بنفسه جدًا، وقال: "لو كنت قلت لي ونحن بالقاهرة إنني لست مطلوبًا بالاسم من القصر ما كنت وافقت أبدًا، ولكنني الآن سأعود إلى القاهرة كل.

وأصر الشيخ الشعشاعي على العودة إلى مصر وبمساعدة المسئولين العراقيين استطعنا أن نثنيه عن قراره الصعب وخرجنا من المطار وسط جمهور محتشد لاستقبالنا لا حصر له، ونزلنا بأكبر فنادق بغداد واسترحنا بعض الوقت وتوجهنا بعد ذلك إلى القصر الملكي حيث العزاء.

وكانت الليلة الأولى على مستوى الملوك والرؤساء والأمراء والثانية على مستوى كبار رجال الدولة والضيوف والثالثة على المستوى الشعبي، ووفقنا في الليلة الأولى ولكن أثر الموقف مازال عالقًا بكيان الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي، فلما رجعنا إلى مقر الإقامة بالفندق، قال لي: أنا انتظرت الليلة علشان خاطرك وباكرًا سأتجه إلى القاهرة، فحاولت أن أقنعه، ولكنه كان مصرًا إصرارًا لم أره على أحد من قبل، فقلت له: نم يا شيخنا وفي الصباح تسافر أو كما تحب، وقضيت الليل في التفكير كيف أثنيه عن قراره.

وجاءتني فكرة وذهبت إليه في الجناح المقيم به بالفندق، وقلت له: هل يرضيك أن يقال عنك إنك ذهبت إلى العراق لإحياء مأتم الملكة ورجعت لأنك لم توفق في القراءة وإنك لم تعجب العراقيين؟ فسكت لحظات ونظر إلي وربت على كتفي بحنان الأبوة وسماحة أهل القرآن، وقال لي: يا "أبوالعينين" كيف يصدر هذا التفكير منك رغم حداثة سنك، وأنا أكبرك سنًا ولم أفكر مثل تفكيرك؟! ووافق على البقاء لاستكمال العزاء ومدة الدعوة التي كان مقررًا لها سبعة أيام، وقرأ في المساء قراءة وكأنه في الجنة وتجلى عليه ربنا وكان موفقًا توفيقًا لا حدود له. وعاد إلى الفندق في حالة نفسية ممتازة وفي نهاية الأسبوع حصلنا على وسام الرافدين وبعض الهدايا التذكارية وودعنا المسئولون بالبلاط الملكي العراقي كما استقبلونا رسميًا وعدنا بسلامة الله إلى مصرنا الغالية.

وبعد تلك الزيارة وهي الأولى للعراق أحبه العراقيون وأصبحت له شهرة واسعة في العراق وأصبح من قراء الاذاعة العراقية الأوائل، وقد تكررت زياراته مرات عدة منذ ذلك الوقت وحتى آخر عام من وفاته.

وسام العلوم والفنون


والشيخ الشعشاعي الذي عمل قارئًا لمسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939، حاز علي العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990، منح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسمه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.

وتوفي في 11 نوفمبر عام 1962 عن عمر يناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء، وخلف وراءه تراثًا قيمًا سيظل خالدًا خلود القرآن، ومكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من 400 تسجيل موجودة بالإذاعة المصرية.



الكلمات المفتاحية

الشيخ عبدالفتاح محمود الشعشاعي قراء مصر مشاهير القراء

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled تميز منذ صغره بصوته الخاشع في قراءة القرآن، فقد حباه الله بصوت شجي، نشأ على حب القرآن وشاب عليه، وقد رأى فيه الأهل ما جعلهم يرسلونه إلى مدينة طنطا حيث