ما من مسلم إلا ويمني نفسه بأن يرى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، ولو في منامه، خصوصًا أنه عليه الصلاة والسلام قال: «من رآني فقد رآني حقًا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي»، فضلا عن أن الجميع يتمنى أن يدخل الجنة فيكون من المقربين منه صلى الله عليه وسلم، لكن كيف لنا أن نراه ونحن مازلنا على قيد الحياة، وكيف نستطيع أن نراه بعيدًا عن المنام، فهل يُعقل أن يرى أحدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الآن، وهو مستيقظًا؟.
الإجابة هي نعم، بالتأكيد نستطيع، والأمر بطريقين، الأول هو أن نسير على نهج نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، حتى نشعر في قرارة أنفسنا أنه صلى الله عليه وسلم، يعيش معنا لحظة بلحظة، وكأننا نراه حقيقةً، ولكن في أفعالنا ونهجنا الذي يتفق بالكلية مع نهج وفعل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم.
تخيل صورة الرسول
أما الأمر الثاني، فيكون بالتخيل لصورة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقرأ كثيرًا عنه حتى وكأننا نراه، ويروى أنه ذات يوم أعطت قريش، حسان بن ثابت قبل إسلامه مبلغًا مـن المال ليهجو النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف حسان على ربوة ينتظر مجيئ الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم لينظر إلى صفة من صفاته فيهجوه بها، وحين مر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلما رآه حسان رجع إلى قريش فرد لهم مالهم، وقال: (هذا مالكم ليس لي فيه حاجة، وأما هذا الذي أردتم أن أهجوه .. فاعلموا أني أشهد أنه رسول اللّه.. فقالوا : ما دهاك ..؟؟.. ما لهذا أرسلناك ..!!.. فأجابهم بهذا الشعر : لـمّـا رأيــتُ أنــواره سـطـعــت ، وضعت من خيفتي كفّي على بصري.. خـوفـاً على بصري من حسن صورته ، فلـستُ أنـظـره إلا عـلـى قـدري.. روح من النـور في جسم من القمر ، كحلية نسجـت مـن الأنجـم الـزهرِ)، فتخيل لم يكن قد أسلم بعد ويصفه بهذه الصفات، فكيف بمن رآه صلى الله عليه وسلم وهو على دينه!.
اقرأ أيضا:
يتعامل النبي مع المخطئين بطريقة رائعة.. تعرف على جانب مضيء من دعوته بالرفق واللبينصفات الرسول
أيضًا لكي نشعر بأننا نرى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، علينا أن نعرف صفاته، ولعل أفضل من وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو هند بن أبي هالة التميمي حين قال للحسن بن علي رضي الله عنهما، حين سأله عن وصف النبي صلى الله عليه وسلم: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر إن تفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرين، له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم، كثّ اللحية، سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين».