ابتكر العلماء تقنية تسمح لهم بـ "قراءة أفكار البشر"، عبر استخدام نموذج مدعوم بالذكاء الاصطناعي مصمم خصيصًا لفك تشفير عمليات مسح الدماغ، فيما يمكن للاختراق غير الجراحي، الذي طورته جامعة تكساس، أن يساعد الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث أو الكتابة على التواصل لأول مرة.
وتعمل هذه التقنية عن طريق نقل عملية التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) إلى الخوارزمية، والتي تعيد بدورها بناء المنبهات التعسفية التي يسمعها الشخص أو يفكر فيها بلغة طبيعية.
على سبيل المثال، استمع المشاركون في الدراسة إلى القصص المروية بينما قام العلماء بمسح مناطق الدماغ المرتبطة باللغة الطبيعية، وأدخلوا المسح في وحدة فك التشفير التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي أعادت تلخيص ما كان الفرد يستمع إليه.
وحتى الآن، لم يتم إنجاز هذه العملية إلا عن طريق زرع أقطاب كهربائية في الدماغ. وينتج النموذج الجديد، فكرة أو ملخصًا للأفكار من خلال تحليل عمليات المسح، لكنه لا يمكنه فك شفرة ما يفكر فيه حرفيًا، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل".
اظهار أخبار متعلقة
أبجدية الدماغ
وتقسم الأدمغة الأفكار المعقدة إلى أجزاء أصغر تتوافق مع جانب مختلف من الفكر بأكمله، ويمكن أن تكون الأفكار بسيطة، كأن تكون كلمة واحدة، مثل الكلب، أو معقدة مثل "يجب أن أمشي إلى الكلب"، وفقًا لتقرير نشرته دورية "بوبيلار ميكانكس".
ويمتلك الدماغ أيضًا أبجدية خاصة به تتكون من 42 عنصرًا مختلفًا تشير إلى مفهوم معين؛ مثل الحجم أو اللون أو الموقع، ويقوم بتجميعها لتشكيل الأفكار المعقدة. ويتم التعامل مع كل "حرف" بواسطة جزء مختلف من الدماغ، ومن خلال الجمع بين جميع الأجزاء المختلفة، يمكن قراءة عقل الشخص.
وقام الفريق بتلك العملية عن طريق تسجيل بيانات الرنين المغناطيسي الوظيفي لثلاثة أجزاء من الدماغ مرتبطة باللغة الطبيعية، هي: شبكة الفص الجبهي، وشبكة اللغة الكلاسيكية، وشبكة الارتباط الجداري والزمني والقذالي، وجرى ذلك بالتزامن مع استماع مجموعة صغيرة من الأشخاص إلى 16ساعة من البث الصوتي، وفقًا لتقرير "نيو ساينتست".
وعقب الانتهاء من ذلك، حصلت الخوارزمية على عمليات المسح، وقارنت أنماط الصوت بالأنماط في نشاط الدماغ المسجل. وأظهر النظام أنه قادر على أخذ مسح ضوئي وتحويله إلى قصة بناءً على المحتوى، ووجد الفريق أنه يتطابق مع فكرة القصص المروية.
وعلى الرغم من أن الخوارزمية غير قادرة على تحليل كل "كلمة"، وترجمة أفكار الفرد إلى كلام حرفي، إلا أنها قادرة على فك شفرة القصة التي يسمعها كل شخص، وتقديم فكرة عما يفكر فيه.
وتقدم الدراسة، المطبوعة مسبقًا في أرشيف "بيوركسيف"، قصة أصلية: "ابحث عن رسالة من زوجتي تقول إنها غيرت رأيها وإنها ستعود"، والتي قامت الخوارزمية بفك تشفيرها على النحو التالي: "لرؤيتها لسبب ما اعتقدت أنها ربما تأتي إلي وتقول إنها تفتقدني".