السؤال: ما حكم قراءة القرآن وأنا على غير طهارة؟
الجواب
نشر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وأمين عام الفتوى، تحت عنوان (دقيقة فقهية)، رده على سؤال تلقاه من شخص يقول: ما حكم قراءة القرآن وأنا على غير طهارة؟
في إجابته، أوضح عاشور الرأي الشرعي وآراء الفقهاء في تلك المسألة، قائلًا: أولًا : من آداب تلاوة القرآن حرص القارئ على الطهارة والنظافة والجلوس في مكان نظيف واستقبال القبلة في وقار وخشوع ومراعاة أحكام التجويد والتلاوة.
ثانيًا : اتفق الفقهاء على جواز قراءة شيء من القرآن الكريم في جميع الأحوال إذا لم تكن بقصد القرآنية بل لمطلق الذكر والدعاء أو الرقية.
وفرَّقوا في حكم قراءة المُحْدِث للقرآن بين صورتين: الأولى : إذا كان الحدث حدثًا أصغر ، فهنا يجوز للمُحْدِث في هذه الصورة قراءة القرآن باتفاق الفقهاء ، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها : أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ . (صحيح مسلم/ 373) ، أي : في جميع أوقاته وأحواله سواء في حين طهارته أو حدثه إلا الحالات التي يمتنع فيها الذكر كقضاء الحاجة ، كما أن كلمة "يذكر" عامة تشمل قراءة القرآن وغيرها .
قال الإمام النووي : " أجمع المسلمون على جواز قراءة القرآن للمحدث والأفضل أنه يتطهر لها".
والثانية : إذا كان الحدث حدثًا أكبر كالجنابة والحيض والنفاس ، فهنا لا تجوز القراءة وهو مذهب عامة الفقهاء ، ورخَّصَ حَبْرُ الأُمَّة ابْنُ عباسٍ رضي الله عنهما والإمام مالك والإمام أحمد والطبري وابن المنذر للجُنُب والحائض في القراءة ، لكنَّ المالكية في المعتمد فرقوا في ذلك ؛ فمنعوه في حق الجنب ، وأجازوه في حق المرأة في أثناء حيضها أو نفاسها لكونها معذورة في ذلك وحتى لا يؤدي تركها القراءة إلى نسيان القرآن.
وفي خلاصة فتواه، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أكد عاشور أنَّه يجب على من أراد قراءة القرآن من المصحف أن يكون على طهارة من الحدثين (الأصغر والأكبر) ، ويجوز لمن كان حافظًا لشيءٍ من القرآن أن يتلوه وهو مُحْدِثٌ حدثًا أصغر بغير مَسٍّ للمصحف، أما إذا كان الحدث حدثًا أكبر فيجوز تقليد من أجاز ؛ خاصة في حالة الضرورة ، كخوف النسيان والتعلم أو التعليم .
ويجوز قراءة شيء من القرآن الكريم في جميع الأحوال إذا لم تكن بقصد القرآنية بل لمطلق الذكر والدعاء أو الرقية.
اظهار أخبار متعلقة
ما حكم قراءة القرآن الكريم وختمه لشخص حي؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك، يقول فيه السائل: هل يجوز أن يتم ختم قرآن لشخص آخر كان ينوي ختمه لكنه مشغول؟
وأجاب الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن ختم القرآن نيابة عن الحي لا يجوز شرعًا، وأوضح العجمي أن الأصل في هذه العبادات أن الإنسان يؤديها عن نفسه أو يؤديها ويهب ثوابها لمن مات، أما الحي فلا تصح أن تصرف قربة له، "فلا تصلي مكانه ولا تقرأ قرآنا بدلًا عنه".
اظهار أخبار متعلقة
وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أنه لا مانع شرعًا من اجتماع الناس وختمه وهبة ثوابه لصالح الميت، سواء كان ذلك وقت وفاته أو بعدها، مؤكدًا أنه قد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرَءُوا يس على مَوْتَاكُم" رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده، وأشار جمعة أن كثير من العلماء قد ألفوا في تلك المسألة، ومنهم الإمام الخلال الحنبلي، والحافظ شمس الدين المقدسي الحنبلي، والسيد عبد الله الغماري، "حتى إن بعض العلماء نقلوا الإجماع على مشروعيته من غير نَكير"، وأضاف جمعة في فتواه أن الثواب يصل الميت بقول القارئ: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان".
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة