انتشر "التاتو" لافت خلال الفترة الأخيرة، فما هي شروطه وضوابطه، وهل هو حرام أم حلال، ولو كان حلالا فكيف ذلك؟.
التاتو للنساء في مجمله ليس بحرام، طالما أنه ليس بدم أو لا ينقش تحت الجلد، بينما إذا كان كالرسم بالحنة فهو حلال، لكن على المرأة ألا تطيل وقته كثيرًا، فضلا عن أنه لا يراه أحد سوى زوجها، فإذا كان التاتو يوضع بشكل صبغ على ظاهر الجلد، فيجوز كما تجوز الحناء إن كانت المادة التي يعمل بها لا يحصل بها ضرر للإنسان، ولا يحصل بها متابعة لأهل الفجور، ولا يترتب عليها محظور شرعي، وإلا تعين البعد عنه، وإن كان التاتو يوضع بحقن الجلد بالأصباغ فهذا من الوشم المحرم الذي وردت النصوص بلعن فاعله، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله».
الوشم المحرّم
أما الوشم المحرم، فهو -كما يقول أهل العلم- أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره أو يخضر، وبناءً عليه؛ فإذا كان هذا المسمى (تاتو) يعمل بحقن الجلد بالأصباغ ، فإنه حرام لا جدال في ذلك، وإن كان بغير ذلك بل بمجرد وضع الصبغ على ظاهر الجلد فهو جائز، ويدل لهذا أن العلماء عندما تكلموا على تغيير خلق الله تعالى قالوا: إنما ذلك فيما كان باقيًا، فأما ما لا يكون باقياً كالحناء والكحل والتزين به للنساء، فليس من تغيير خلق الله.. أيضًا لا يجوز التبرج به، لأن الأصل هنا هو الزينة للزوج وفقط.. أما إذا كان القصد من عمل التاتو وضع صبغ مناسب للشعر لتعويض الخفيف منه أو سد فراغاته فإن كان هذا الصبغ يزول عند الطهارة أو ليس حائلا يمنع وصول الماء إلى البشرة عند إرادة الطهارة فلا مانع منه إن شاء الله.
اقرأ أيضا:
هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)من الكبائر
كان الأزهر الشريف أدلى بدلوه في هذه المسألة، وبيّن أن أن حكم الوشم في الإسلام هو "الحرمة"، وقال إن "بعض الفقهاء عد الوشم كبيرة من كبائر الذنوب"، وأكد أن الحكم الفقهي "يشمل الرجال والنساء على السواء"، وأضاف أن "الوشم ينقل الأمراض التي تنتقل عن طريق الدم كفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، ومرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)، في حال تلوث الآلات المستخدمة".
وقالت الفتوى التي نشرت في بيان على فيسبوك: "صورة الوشم (التاتو) المعاصرة تكون بإدخال أصباغ إلى طبقات الجلد الداخلية بوخز إبرة موصولة بجهاز صغير، يحمل أنبوبا يحتوي على صبغة ملونة، وفي كل مرة تغرز الإبرة في العضو الموشوم تدخل قطرة صغيرة من الحبر إلى طبقات الجلد الداخلية وتختلط بالدم، ومن ثم يبقى أثر هذه العملية مدى الحياة، أو يظل مدة 6 أشهر فأكثر".