بقلم |
محمد جمال حليم |
الثلاثاء 14 فبراير 2023 - 05:10 ص
لا نزال نحتفل بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي بعثه الله رحمة للعالمين. ولقد ورث النبي صلى الله عليه وسلم العلم فهو ميراث الأنبياء فالعلم هو ما يرفع الله به الناس وتعلو به منزلتهم قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}(المجادلة:11)، وقال سبحانه :{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}(الزمر:9). وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر) رواه أبو داوود.
أمية الرسول:
ومن أهم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم أميته فهو صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب ولهذا صارت أميته دليلاً من دلائل نبوته، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الشورى: 52)، وقال تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48).
ومما يوضح كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم هذه المعجزة الكبرى وهى القران الذي تحدى الله به أهل مكة وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان، فعجزوا أن يأتوا بسورة من مثله، قال الله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة:23)، وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (يونس:38).
القرآن أعجز البلغاء:
فهو برغم أميته أتى بكلام أعجز الفصحاء والبلغاء أن يأتوا بمثله . كما أن في أميته دليلا على. صدق رسالته إذ كيف له وهو المعروف بصدقه وأمانته وأميته أيضا أن يعجز أرباب البيان وكيف وهو لم يتعلم على يد بشر وهو ما يؤكد أن ما جاء به من عند رب البشر سبحانه وتعالى.