أظهرت دراسة جديدة، أن "الانخراط بشكل معتدل" في مهمة جسدية، مثل الاستحمام أو المشي يؤدي إلى تفكير أفضل، وفقًا لمجلة علم النفس في الجماليات والإبداع والفنون.
واستلهم الباحثون في جامعة فيرجينيا، دراسة أجريت عام 2012. وطلبوا بشكل أساسي من المتطوعين تقديم أفكار إبداعية بعد الانتهاء من مجموعة من المهام السهلة أو الصعبة غير ذات الصلة.
الشرود الذهني يفيد الإبداع
واستنتج العلماء بعد ذلك أن الأنشطة التي سمحت بمزيد من "الشرود الذهني يبدو أنها تفيد الإبداع واحتضان الإبداع"، وفقًا لما ذكره أستاذ الفلسفة المساعد في جامعة فيرجينيا، زاكاري ايرفينج.
ومع ذلك، فإن الاكتشاف الذي مضى عليه عقد من الزمن لم يتكرر بعد، لأن العمل اللاحق من شأنه أن يسفر عن نتائج غير حاسمة بشأن الفوائد الإبداعية لشرود الذهن.
المشكلة ، كما قال إيرفينج، هي أنهم "لم يكونوا يقيسون شرود الذهن. بل كانوا يقيسون مدى تشتيت انتباه المشاركين".
طلبت الدراسة الجديدة من المشاركين، استحضار غرض بديل لواحد من شيئين عاديين - مشبك ورق أو لبنة - وقسموا المشاركين إلى مجموعتين لمشاهدة مقاطع فيديو مختلفة مدتها ثلاث دقائق، وهو ما من شأنه أن يكون بمثابة نماذج احتضان للأفكار الإبداعية الجديدة للمشاركين. وبالفعل، شاهدت إحدى مجموعات المشاركين مقطع فيديو "مملًا" لرجلين يطويان الغسيل. أما المجموعة الثانية فقد شاهدت مقطع فيديو "جذاب بشكل معتدل".
اظهار أخبار متعلقة
شرود الذهن
بعد المشاهدة، كان على المشاركين أن يسردوا بسرعة أفكارهم حول الاستخدامات البديلة للعنصر المخصص لهم، والتقييم الذاتي لمدى شرود أذهانهم أثناء المشاهدة.
أوضح إيرفينج: "ما أردنا معرفته حقًا لم يكن الفيديو الذي يساعدك على أن تكون أكثر إبداعًا. كان السؤال هو كيف يرتبط شرود الذهن بالإبداع أثناء المهام المملة والجذابة؟".
وأفاد المشاركون أيضًا عن مدى تجول عقولهم، أي التنقل بحرية من موضوع إلى آخر، أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو.
وخلص الباحثون إلى أن "شرود الذهن يؤدي إلى المزيد من الأفكار الإبداعية، ولكن فقط خلال الأنشطة المعتدلة".
ويصف الباحثون في تقريرهم "تأثير الدش"، الذي يتطلب توازنًا بين "التفكير الخطي المركّز" من جهة مع "الارتباطات العشوائية غير المحدودة" من جهة أخرى - والمهام العقلية والجسدية الخفيفة مثل الاستحمام والمشي قد يصل إلى هذا الوسيط السعيد.
وقالوا إنه في حين أن الملل قد يحرم كمية أكبر من الأفكار "من خلال توفير الوقت" ومساحة للتفكير، فإن الأنشطة الأكثر جاذبية شجعت "شرود الذهن الأكثر إنتاجية" - وبالتالي، أفكار ذات جودة أعلى.