ما تأكله لا يتسبب فقط في ظهور حب الشباب، بل يمكن أن يؤدي إلى ظهور التجاعيد على البشرة، لذا فإن حالة بشرتك مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة الأمعاء، إذ أن الجلد والأمعاء متشابهان للغاية: كلاهما يساعدان في الدفاع عن الجسم، كما أنهما في حالة تجديد مستمر، حيث يتخلصان من البطانة (الأمعاء) أو الطبقة الخارجية (الجلد) تقريبًا كل أسبوع وشهر على التوالي، مما يجعلهما نهمين للحصول على تغذية جيدة، فضلاً عن أن كلاً منها يضم مجتمعًا من الميكروبات الحيوية للصحة.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، فإن ميكروبات الأمعاء والجلد تلعب دورًا رئيسيًا عندما يتعلق الأمر بعيوب الجلد. تساعد هذه الميكروبات الجلدية أيضًا على حماية بشرتنا من الأضرار البيئية.

وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا شملت ما يقرب من 9 آلأف شخص أن الميكروبات الموجودة على الجلد (يوجد المليارات منها) كانت مؤشرًا أفضل للعمر من الميكروبات المعوية أو الفموية - مما يجعلها أرضية اختبار مثالية للعلاجات المضادة للشيخوخة.

كما أن الاختلالات في مستعمرة ميكروبات الجلد (الميكروبات) تلعب دورًا في الحالات الشائعة مثل حب الشباب والأكزيما وبعض أنواع سرطانات الجلد. وهذا هو السبب في كون المضادات الحيوية الفموية والموضعية هي العلاج الأول لحب الشباب، والذي يرتبط بزيادة نمو البكتيريا، بما فيها حب الشباب.

البروبيوتيك لعلاج مشاكل الجلد

تكمن المشكلة في أن المضادات الحيوية يمكن أن تقضي على البكتيريا المفيدة أيضًا، ولهذا السبب يبحث العلماء في البروبيوتيك لعلاج مشاكل الجلد. وهناك بعض الأبحاث المثيرة التي تكشف بشكل خاص عن الفوائد المحتملة للبروبيوتيك الموضعية (التي يتم تطبيقها مباشرة على الجلد) للحماية من سرطان الجلد، على سبيل المثال.

وتشير الأبحاث المبكرة أيضًا إلى أننا قد نكون قادرين على زرع بكتيريا جلد الشخص السليم كطريقة لعلاج حب الشباب والأكزيما. مع ذلك، ليس عليك انتظار العلماء والمنتجات الجديدة: يمكنك إفادة صحة بشرتك من ميكروبات الأمعاء.

إذا كان لديك ميكروبات أمعاء أكثر وفرة وتنوعًا، فإن الميكروبات تحافظ على بعضها البعض، ويمكن أن يكون لها تأثيرات مضادة للالتهابات (جزئيًا بفضل المركبات - الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة - تطلق البكتيريا عندما تهضم الألياف النباتية).

وهناك عوامل غذائية أخرى تلعب دورها، وفقًا لمجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن النظم الغذائية التي تفتقر إلى الأطعمة الصحية والنباتية، والغنية بأشياء مثل عصير الفاكهة والسكر والنشويات المكررة (مثل الخبز الأبيض أو المكرونة) يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

ويرجع هذا إلى كون مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفعًا (GI مرتفع)، مما يعني رفع مستوى السكر في الدم بشكل أسرع من الأطعمة الأخرى.

ويرتبط الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم بالالتهابات، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى إطلاق عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF-1)، وهو هرمون يمكن أن يتسبب في إنتاج الغدد الدهنية (التي تختلط مع خلايا الجلد الميتة. سد حب الشباب).

يمكن أيضًا أن تتماول الكميات الكبيرة من منتجات الألبان وخاصة الحليب منزوع الدسم ( أكثر من 500 مل من الحليب يوميًا) محفزًا، فقد ثبت أن البروتينات الموجودة في منتجات الألبان تزيد من عامل النمو شبيه الأنسولين 1.

ومع ذلك، لا يبدو أن منتجات الألبان المخمرة، مثل الزبادي والجبن، تؤدي إلى ظهور الأعراض. تعمل عملية التخمير على تغيير شكل البروتينات، مما يجعلها مضادة للالتهابات.

غير أنه لا يوجد دليل على أن الطعام وحده يسبب حب الشباب، الذي يحتوي على مكون هرموني وجيني قوي لا يمكن للنظام الغذائي وحده تجاوزه. ولايمكن تحسين إنتاج الدهون وميكروبات الجلد وحجم المسام من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة فقط. ولا يوجد دليل على أن أيًا من الأطعمة المذكورة أعلاه، إذا كانت جزءًا من نظام غذائي متوازن، ستؤدي إلى تفاقم حب الشباب.

هرمون الكورتيزول 

والإجهاد الناتج عن محاولة اتباع نظام غذائي "مثالي" يمكن أن يتسبب في كثير من الأحيان في المزيد من المشاكل، وذلك بفضل هرمون الإجهاد الكورتيزول.

وإذا وصفت لك مضادات حيوية لحب الشباب، فلا داعي للقلق، لكن اهتم كثيرًا بتزويد ميكروبات الأمعاء بالألياف من الأطعمة النباتية.

ركز على التنوع النباتي، واستبدل الكربوهيدرات التي تحتوي على نسبة عالية من (GI) - المؤشر الجلايسيمي - بالكربوهيدرات المعقدة منخفضة (GI) الموجودة في الحبوب الكاملة والبقوليات (الفول والبقول) والخضروات والفواكه.

إذا كنت بحاجة إلى تأكيد الفوائد، فقد أظهرت دراسة حديثة في المجلة الدولية لأمراض النساء الجلدية أن اتباع نظام غذائي متوسطي يمكن أن يساعد في تقليل أعراض حب الشباب.

الكولاجين ومشاكل الجلد

ويشارك محور الأمعاء والجلد أيضًا في شيخوخة الجلد. فمع التقدم في العمر، يتباطأ إنتاج الجسم للكولاجين، وهو بروتين أساسي لبنية الجلد والأنسجة الضامة. العوامل البيئية مثل أشعة الشمس فوق البنفسجية والتلوث والإجهاد وسوء التغذية أو النوم جميعها تساهم أيضًا.

ولكن إذا كنت تعتقد أن مكملات الكولاجين هي الحل، فقد خلصت مراجعة حديثة نشرت في مجلة "الأمراض الجلدية التجميلية" إلى أن معظم الادعاءات، مثل "البشرة المتوهجة" و"المظهر الشبابي في أسابيع" لا أساس لها من الصحة.

الكولاجين هو بروتين يتحلل في الغالب أثناء عملية الهضم إلى أحماض أمينية، وهي اللبنات الأساسية للبشرة. بمجرد امتصاصه في مجرى الدم، لايستطيع الجسمكمعرفة ما إذا كانت هذه الأحماض الأمينية جاءت من مكملات الكولاجين أم أنها جاءت من مصادر أخرى للبروتين، مثل الأسماك.

ومع ذلك، فقد ثبت أن البوليفينول - المواد الكيميائية النباتية - يحسن شيخوخة الجلد. أظهرت دراسة أجريت عام 2016 في مجلة التغذية، أن مادة البوليفينول من الكاكاو قللت من تجاعيد الوجه وحسنت المرونة بعد 24 أسبوعًا، مقارنةً بالعلاج الوهمي.

كما ثبت أن النظام الغذائي النباتي يحسن طول التيلوميرات - الأجزاء الطرفية على خيوط الحمض النووي لدينا، وعلامة الخلايا التي تصبح قديمة - مما يعكس بشكل فعال الشيخوخة.

ماذا تفعل لبشرة شابة؟ 

لبشرة شابة، هناك أربع خطوات رئيسية:

1. أكثر من شرب الماء، الماء الذي تشربه يعني خلايا جلد ممتلئة ورطبة.

2. اتبع نظامًا غذائيًا غنيًا بالأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية الداعمة للبشرة مثل الفيتامينات A و C و E والزنك والسيلينيوم.

3. تغذية ميكروبات الأمعاء من مادة البوليفينول المضادة للشيخوخة مثل البريبايوتكس، وأنواع الألياف غير القابلة للهضم التي تعمل كسماد لها (على سبيل المثال، الحمص والثوم والبصل والشمندر والتمر). وهذا بدوره يؤدي إلى إطلاق العناصر الغذائية المفيدة مثل الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة المضادة للالتهابات.

4. أخيرًا، قم بحماية وتغذية بشرتك بالحفاظ على نظافتها، باستخدام مرطب للحفاظ على حاجز البشرة الواقي ووضع واقٍ من الشمس.

الأطعمة التي ثبت علميًا أنها تساعد البشرة:

الشاي الأخضر: يحتوي على الفلافانول، وهو نوع من مادة البوليفينول (مادة كيميائية نباتية مفيدة).

70 في المائة فائض من الشوكولاتة الداكنة: لفلافانول الكاكاو

ثمار الحمضيات: لفيتامين سي

الصويا: للايسوفلافون (نوع من البوليفينول) والزنك

الطماطم: لمادة الليكوبين، وهي مادة كيميائية نباتية تساعد على الحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية

الجوز: لفيتامين هـ والزنك والسيلينيوم وأوميغا 3 (نوع من الدهون المضادة للالتهابات)

الحمص: للزنك والبريبايوتكس (سماد لبكتيريا الأمعاء).

البطاطا الحلوة: لفيتامين أ

الأفوكادو: لفيتامين هـ

الأسماك الزيتية: للحصول على أوميجا 3