ما حكم ترك الواجبات عند ضيق الوقت، وخشية خروجه؟ فمثلًا: ترك الإقامة خشية خروج الوقت، أو ترك غسل اليدين ثلاث مراتٍ، والاستنشاق ثلاث مراتٍ بعد النوم -على القول بوجوب غسل اليدين بعد النوم- أو غيرها من الواجبات، التي لا تبطل الصلاة بتركها، لكنها واجبةٌ يأثم تاركها؟
قال مركز الفتوى بإسلام ويب: من خاف خروج وقت الفريضة، فإنه يقتصر على أركانها، ويجب عليه تركُ سننها، لأجل المحافظة على إدراك الوقت.
ففي منح الجليل في شرح مختصر خليل المالكي في سياق الكلام على هذا الموضوع: ويجب ترك السنن كقراءة سورةٍ، وزيادة طمأنينته، محافظةً على إدراك الوقت. اهـ.
وفي كتاب إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين، وهو شافعي: قوله: فلا يجوز تثليثٌ -أي في غسل الأعضاء، قوله: ولا إتيان سائر السنن- أي: ولا يجوز الإتيان بسائر السنن، أي الفعلية: كالمضمضة، والاستنشاق، والقولية: كالأذكار الواردة، قبله، أو بعده، لكن محل هذا بالنسبة لضيق الوقت فقط، قوله: لضيق الوقت عن إدراك الصلاة كلها فيه- أي بأن لم يدركها رأساً، أو بعضها، في الوقت، فضيق الوقت عن إدراكها كلها، فيه صادقٌ بصورتين، والحاصل المراد أنه لو ثلَّثَ، أو أتى بالسنن كلها، لخرج جزءٌ من الصلاة عن وقتها، فيجب عليه حينئذٍ ترك التثليث، وترك الإتيان بالسنن. اهـ.
فتبيّن مما سبق أن المصلي إذا خاف خروج وقت الفريضة، يجب عليه ترك الإقامة، التي لو اشتغل بها لخرج وقت الصلاة.
المركز قال في فتوى سابقة: بالنسبة للإقامة أيضًا فحكمها عند المذاهب الأربعة قد جاء في الموسوعة كما يلي: في حكم الإقامة التكليفي رأيان:
الأول: أن الإقامة فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، وإذا ترك أثموا جميعًا, قال بهذا الحنابلة، وهو رأي لبعض الشافعية في الصلوات الخمس، ولبعض آخر للجمعة فقط.
الثاني: أن الإقامة سنة مؤكدة، وهو مذهب المالكية، والراجح عند الشافعية، وهو الأصح عند الحنفية، وقال محمد بالوجوب. ولكن المراد بالسنة هنا السنن التي هي من شعائر الإسلام الظاهرة، فلا يسع المسلمين تركها، ومن تركها فقد أساء
وتابع المركز إجابته قائلًا: كما يجب عليه أيضاً: ترك غسل اليدين عند الاستيقاظ من النوم، وكذلك الاستنثار ثلاثاً عند القيام من النوم أيضاً، فلا علاقة لهما بالصلاة، و كلاهما سنةٌ عند الجمهور.
والمصلي إذا خاف خروج الفريضة اقتصر على أركانها، وترك كلما يشغل عنها، فإن الوقت في هذه الحالة صار متعيناً لها.
اقرأ أيضا:
انشغالي بالعمل يجعلني غير حريص بالسنن والمستحبات..هل علي إثم؟اقرأ أيضا:
هل توجد سورة في القرآن لتقوية الذاكرة وعلاج النسيان؟ (الإفتاء تجيب)