توصلت دراسة حديثة إلى أن الأدوية المستخدمة في علاج ضعف الانتصاب، تساعد في زيادة معدلات النجاة من أنواع معينة من السرطان عن طريق جعل العلاج الكيمائي أكثر فعالية.

ووجد الباحثون في بريطانيا، أن الأدوية التي تسمى مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 (PDE5)، والتي تشمل الفياجرا، يمكن أن تحسن مدى استجابة مرضى سرطان المريء للعلاج الكيميائي.

ويأمل العلماء في أن يساعد ذلك في نهاية المطاف في علاج السرطانات الأخرى أيضًا.

ويعاني مرضى السرطان من أدنى معدلات البقاء على قيد الحياة - حيث يعيش 19 في المائة فقط من المرضى لمدة خمس سنوات أو أكثر. بينما يعيش 85 في المائة من مرضى سرطان الثدي لمدة خمس سنوات أو أكثر، وفقًا لمؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا.

مقاومة السرطان للعلاج الكيميائي

يقول تيم أندروود، أستاذ جراحة الجهاز الهضمي بجامعة ساوثهامبتون، وقائد الدراسة: "يصعب علاج سرطان المريء لأن حوالي 80 في المائة من الناس لا يستجيبون للعلاج الكيميائي".

وأشار إلى أن جزءًا من سبب ذلك هو أن السرطان يمكن أن يكون مقاومًا للعلاج الكيميائي.

وتوصلت دراسة سابقة إلى أن حوالي 80 في المائة من المصابين بالسرطان لا يستجيبون للعلاج الكيميائي. لكن الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة "سيل ريبورت ميديسين" تشير إلى أن مثبطات (PDE5) يمكن أن تحسن نتائج المرضى.

وأوضح البروفيسور تيم أن "العثور على دواء موصوف بالفعل بأمان للناس كل يوم، يمكن أن يكون خطوة كبيرة إلى الأمام في معالجة هذا المرض الذي يصعب علاجه".

اظهار أخبار متعلقة

استهداف الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان

ويعمل الدواء عن طريق استهداف الخلايا التي تسمى الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان، والتي توجد في المنطقة المحيطة بالسرطانات بما فيها سرطان البروستاتا والرئة، وكذلك سرطان المريء. ويحدث ذلك مع أولئك الذين لا يعمل العلاج الكيميائي معهم.

وتساعد الخلايا الليفية في تكوين النسيج الضام الصحي، والذي يوفر البنية الأساسية للأعضاء والأنسجة البشرية. ومع ذلك، ترسل الخلايا السرطانية إشارات كيميائية تفسد الخلايا الليفية وتغير طبيعتها، بحيث تدعم نمو السرطان وتبني مقاومته للعلاج الكيميائي.

في حين أن الأدوية المستخدمة في علاج الضعف الجنسي تعمل على إرخاء بنية الخلايا الليفية السرطانية، بحيث تصبح مرنة، مما يعني أنها لم تعد قادرة على مساعدة الورم على النمو.

وعند اختبار أدوية مثبطات (PDE5) على الخلايا السرطانية في المختبر وعلى الفئران، وجد فريق البحث أن العلاج الكيميائي كان فعّالًا بعد ذلك في 75 لكل حالة، مقارنة بنسبة 20 في المائة المعتادة من مرضى سرطان المريء. ويأمل الفريق في بدء التجارب البشرية قريبًا.

يأتي ذلك بعد أن أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة ديوك بالولايات المتحدة، ونشرت في العام الماضي، أن التعرض لمثبطات (PDE5) أوقف نمو سرطان البروستاتا وانتشاره.

علاج أكثر فعالية للسرطان 

ووصف الدكتور سام جودفري، رئيس قسم المعلومات البحثية في مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة، نتائج الدراسة بأنها "مثيرة"، قائلاً: "الخلايا الليفية المرتبطة بالسرطان هي الصاحب للسرطان، حيث تبني سقالات جزيئية تدعم نمو الورم. إن التخلص من هذه السقالات هو أحد الطرق العديدة التي يمكننا استخدامها لعلاج السرطان بشكل أكثر فعالية في المستقبل".

وأضاف: "يمكن أن يتحول علاج السرطان المنتشر عن طريق اختبار دم جديد يمكن أن يساعد الأطباء على اختيار خيارات علاج أفضل للمرضى بشكل فردي".

وقالت ميشيل ميتشل، الرئيسة التنفيذية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة: "إن تطوير عقاقير جديدة للسرطان أمر مهم للغاية، لكن القيام بذلك من نقطة الصفر يمثل عملية صعبة، ويفشل الكثير منها على طول الطريق".

وأضافت: "لقد حرصنا أيضًا على استكشاف ما إذا كانت الأدوية الموجودة، المرخصة لأمراض أخرى، يمكن أن تكون فعالة في علاج السرطان"، مشيرة إلى أنها "إذا كانت هذه علاجات ناجحة، فستثبت أيضًا أنها ميسورة التكلفة وستصبح متاحة للمرضى بشكل أسرع".